فجر مصدر نقابي فضيحة من العيار الثقيل، حينما كشف عن وجود تلاعبات وصفها بالخطيرة في أوراق الكشف الخاصة بالشاحنات المحملة بالخضر والفواكه، التي تدخل سوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء، وأوضح محمد أفخسي، الكاتب العام للفدرالية الوطنية لوكلاء ومستخدمي أسواق الجملة للخضر والفواكه أن موظفي قسم الجبايات الذين يراقبون الشاحنات المحملة بالسلع بالسوق المذكور يعمدون إلى التلاعب بأوراق الكشف، من خلال تغيير نوع السلع الباهظة الثمن بأخرى رخيصة على الأوراق، من أجل تفادي تأدية المبالغ المالية المقرر أداؤها للدولة. وأكد المصدر ذاته في مراسلة موجهة إلى مدير سوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء أن الموظفين يقومون أيضا بالتلاعب بأوزان وحمولات الشاحنات التي تدخل السوق المذكور، مطالبا مدير السوق للتدخل بالتنسيق مع رئيس قسم الجبايات، لوضع حد لما وصفها بالاختلالات التي يعرفها السوق المذكور. وكشف المصدر ذاته أن حوالي 50 في المائة من الشاحنات (ما بين 600 و700 شاحنة تدخل السوق يوميا) أصبحت تدخل السوق بأوراق كشف مغشوشة، معتبرا أن هذا الأمر لا يمكنه أن يحصل إلا من خلال تغاضي موظفي الإدارة الذين يشتغلون بحاجز المراقبة عن مراقبة السلع وأوراق الكشف عند مدخل السوق، من أجل التحقق من مطابقة السلع التي تحملها الشاحنات مع أوراق الكشف التي سلمت للسائقين. وأظهرت أوراق كشف خاصة بأحد المربعات تتوفر «المساء» على نسخة منها أن المسؤولين عن قسم الجبايات قاموا بتسجيل بضائع في المربع المذكور نظرا لانخفاض ثمنها، في الوقت الذي يخصص المربع المذكور لبضائع أخرى غالية الثمن، لتفادي أداء الضريبة على تلك المواد لمجلس المدينة. ويأتي تفجير هذا الملف بعد الملف الذي فجره مستخدم يدعى عبد العزيز بوعلام، وكيل المربع رقم 19 بسوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء، الذي اتهم مصلحة الجبايات بالسوق بمطالبته بتسديد مبلغ مالي بقيمة 50 مليون سنتيم، كانت قد اختفت في ظروف غامضة من المداخيل الجديدة، وهو الأمر الذي اعتبره بوعلام تغطية على مبالغ مالية مختلسة. وكانت عائدات سوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء قد عرفت تراجعا العام الماضي بما يقارب مليار سنتيم، بعدما حققت سنة 2012 حوالي 13 مليار سنتيم.