توترت العلاقات بين الممرضين والإدارة في المستشفى الإقليمي بفاس، بعدما اتهم مسؤول «نافذ» في قطاع الصحة بالإقليم بالتلفظ ب»كلام نابي» في وجه ممرضين غاضبين من الأوضاع التي يعيشها المستشفى. وقال بيان صادر عن المكتب النقابي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل إن مندوب الصحة «تهجم» على أعضاء المكتب النقابي ب»استعمال الكلام النابي والساقط بعد وضعه أمام أمر الواقع وفشله في حل المشاكل القائمة»، ما دفع العشرات منهم، صباح يوم أول أمس الأربعاء، إلى اقتحام مقر مندوبية الصحة، وتنظيم وقفة احتجاجية طالبوا فيها وزارة الصحة ب»إعفاء» المندوب، وتحدثوا عن وجود زبونية ورشوة، واختلالات في السكن الوظيفي في القطاع، حسب تصريحات صحفية لخليل رفيق، مسؤول في المكتب النقابي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل. وذكرت المصادر بأن الممرضين قرروا رفع تظلمهم إلى مندوب الصحة الذي يوجد مكتبه في المستشفى الإقليمي ذاته، بخصوص أوضاع غير عادية يعيشونها في علاقتهم مع أطباء البنج والتخدير، لكن هذا الأخير، وعوض أن يستمع إلى مشاكلهم، ويعمل على تجاوز ما يمكن تجاوزه منها، وفق الصلاحيات التي يتوفر عليها، قابلهم ب»كلام نابي» أشارت المصادر إلى أنها ترفعت عن ذكره في بيانها الموجه للرأي العام. وتعيش مندوبية الصحة بفاس في «عزلة شبه تامة» بسبب النقص الحاد في التواصل مع العاملين في القطاع، ومع المحيط. وتوجه إليها انتقادات لاذعة فيما يخص تقاعسها في إطفاء الحرائق التي تندلع بساحة المستشفى الإقليمي، والتي عادة ما يسمع المسؤولون دويها، مكتفين ب»التفرج» عوض التدخل للمساهمة في عمليات الإخماد. وسبق للمرضين بالمستشفى أن وجهوا مراسلة إلى وزير الصحة، للمطالبة بفتح تحقيق في ملابسات سيدة حامل، وضعت حملها في المستشفى، لكنها خرجت منه جثة هامدة بسبب تأخر توصل الطاقم الطبي بأكياس بلاستيكية للدم من مركز تحاقن الدم، ما عرضها لنزيف حاد أودى بحياتها. وحمل الممرضون المسؤولية في هذا الإهمال لإدارة المستشفى لكونها لم توفر سيارة متخصصة لنقل الدم للمرضى، وظلت تستعين بسيارة إسعاف مشغولة بنقل المرضى، لحمل أكياس الدم إلى المستشفى. كما احتج الممرضون، لعدة مرات، على الغياب المتكرر لأطباء متخصصين في البنج والتخدير، ما يعرض حياة المرضى الوافدين على المستشفى للخطر.