عمد العشرات من الممرضين والممرضات بالمستشفى الإقليمي الغساني بفاس، صباح أول أمس الأربعاء، إلى «اقتحام» إدارة المستشفى، احتجاجا على ما أسموه ب»التسيير العشوائي» لمصالح المستشفى، وتشجيع أطباء التخدير والإنعاش على التغيب، ومنحهم امتيازات وتعويضات على أشغال لم يقوموا بها. وجاءت هذه الاحتجاجات أسابيع بعد احتفال مسؤولي الصحة بالجهة ب»تصنيف» المستشفى الإقليمي ضمن «أحسن» المستشفيات في المغرب. وقالت مصادر طبية إن أحد أطباء التخدير والإنعاش قد امتنع، يوم الثلاثاء الماضي، عن الاستجابة الفورية للإشراف على عملية تخدير لمريضة في حاجة لعملية جراحية مستعجلة ( الدودية الزائدة) بعد إخباره من طرف ممرضة التخدير بصعوبة تخدير المريضة، مما يتوجب عليه الحضور فورا للقيام بهذه العملية، إلا أن الأخير امتنع عن الحضور تاركا المريضة تواجه مصيرها فوق طاولة العمليات رغم النداءات والتوسلات المتكررة من طرف ممرضة التخدير والطبيب الجراح. وفضل مدير المستشفى إغلاق هاتفه النقال وعدم التدخل لإنقاذ حياة المريضة التي بقيت تنتظر عدة ساعات. وتوجه زوج المريضة للإدارة للاحتجاج على الوضع، لكن وفي غياب الأجوبة المناسبة انخرط في نوبة من الصراخ في وجه سكرتيرة المدير، قبل أن تتم المناداة على رجل الأمن المتواجد بالمستشفى وبحضور المدير تم اعتقال الزوج للتحقيق معه. ويبلغ عدد أطباء التخدير بالمستشفى أربعة أطباء. ويتهم الممرضون مدير المستشفى ب»التغاضي» عن غيابهم شبه الدائم. وقالت مصادر نقابية إن إدارة المستشفى تستثنيهم من قانون الحراسة، في وقت يلزم عليهم قانون الحراسة الاشتغال بنظام الحراسة 12/36 ساعة، مضيفة بأن هؤلاء الأطباء يستفيدون من عطل غير قانونية ويتلقون بالمقابل تعويضات عن الخدمة الإلزامية غير المنجزة أصلا. وأشارت نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، في بيان لها، بأن المستشفى الإقليمي لفاس يعيش في «حالة شرود»، وأصبح الممرضون يطرقون أبواب مندوبية الصحة، لحل مشاكل بسيطة.