ظل حمزة بورزوق، الذي استنفذ العقوبة التي فرضها عليه الاتحاد الدولي لكرة القدم بسبب ثبوت تناوله مواد محظورة يشد الانتباه إليه خلال السنوات الأخيرة، تارة من خلال سلوكه وأخرى من خلال تألقه في المباريات التي لعبها. غير ما مرة وجد حمزة نفسه في ورطة حقيقية تارة مع رجال الأمن بسبب إصراره على التقاط صور تذكارية مع محبيه، وأخرى بسبب خلاف مع أحد السائقين، أو مع المدرب، ولعل أشهر هذه الحوادث حين حدث نقاش حاد بين حمزة ورشيد الطوسي، الذي كان يشرف آنذاك على الإدارة التقنية للفريق حين كان الفريق يخوض مشوار المنافسات الإفريقية، ثم في منتصف شهر يونيو الماضي حيث كان رد فعل حمزة كما يوسف القديوي وصلاح الدين عقال الانسحاب من دكة الاحتياط والتوجه إلى مستودع الملابس بمجرد قيام الطاوسي بإدخال الحافيظي واستنفاذ التغييرات الثلاثة القانونية. حينها لم ينتبه كثيرون إلى أن الفريق الطبي المكلف بمراقبة المنشطات كان اختار حمزة للخضوع للاختبار، وهو الاختبار الذي أكد أن بورزوق تناول مواد محظورة، لها صلة بالمنشطات. قبل ذلك ظل بورزوق، اللاعب الذي لا تهدأ أعصابه يجد نفسه دوما في قلب الحدث، دون أن يسعى إلى ذلك فعلا. فهو ليس فقط اللاعب النجم الذي يتابعه آلاف المعجبين، لكنه الرجل دائم القلق، الذكي، المرح، لكنه كذلك المثير، سريع الضجر والمتقلب، وأساسا الحاد اللسان. في شهر رمضان الماضي، وبعد نهاية المباراة الودية التي جمعت فريق الرجاء بالنادي القنيطري، دخل حمزة بورزوق، في جدال مع رجال أمن بعد أن قام أحدهم بدفع مشجع رجاوي أراد التقاط صورة تذكارية مع نجمه المفضل بورزوق. هذا الأخير عندما انتبه إلى ما تعرض له المعجب الرجاوي من دفع، دفع بدوره الشرطي وقال له «ماتقربش ليه.. خلي الدراري يتصورو»، ثم في وقت لاحق ركن سيارته جانبا، وقال لرجال الأمن:»لي بغا يتصور خليوه أنا باغي نبقا هنا حتال للفطور كاع»، أو على الأقل هذا ما تناقله جمهور الفريق بفخر على صفحات «الفايسبوك». في بطولة الموسم الماضي سجل حمزة بورزوق فقط خمسة أهداف، لكنه في الكثير من المرات كان حاسما، وفي هذا الصدد يكفي الرجاويين أنه كان وراء الهدف الذي أحرزه الفريق في الديربي 113 أمام الغريم التقليدي الوداد. في هذه المباراة قال جمهور الرجاء إن بورزوق أسقط في مربع العمليات في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع، بينما أصر الوداديون أنه غالط الحكم، لكن في النهاية كان بورزوق وراء ضربة الجزاء التي منحت الرجاء التعادل، وبعد ذلك المرور إلى مباراة النهاية. في المباراة التي سيرفع فيها عميد الفريق كأس العرش، خطف حمزة الكرأة برأسه، وقبل أن تستقر في شباك الفريق العسكري، كان خلع قميصه وتوجه لحية الجمهور، قبل أن ينتبه إلى أن الحكم لم يحتسب المباراة، ولأنه كان جد غاضب، وبدون قميص، فقد اتهم بأنه «تعرى» على الحكم، إلا أنه كما كل مرة عاد حمزة ليوضح أنه لم يقصد ذلك، وليقول:» أزحت قميصي اعتقادا مني بأن الهدف صحيح (..)كل لاعبي العالم يزيلون أقمصتهم ولكل لاعب طريقته في التعبير عن الفرح، ما أقوم به ليس عملا فوضويا، لم أتعارك مع أي لاعب(..)لم أشتم أي زميل أو خصم أو حكم(..)علاقتي مع الجمهور جيدة، ما يحصل هو مجرد رد فعل طبيعي يتحكم فيه الحماس والرغبة في الفوز». علما أنه كان رقص فرحا بعد أن نفذ بنجاح الضربة الترجيحية التي أنيطت به مهمة تنفيذها. في الديربي يذكر اسم حمزة كثيرا، فهو حمل قميص فريق الوداد أولا، وحين يكون الأمر كذلك، يصبح اللاعب محط جدل كبير. بدأ حمزة بورزوق مشواره الكروي في الوداد ودافع بعد ذلك قميص فريق شباب المسيرة، فالمغرب الفاسي ثم الرجاء. يقول حمزة:»مع «الماص أصبحت ملزما بمواجهة زملائي السابقين في الوداد وشباب المسيرة، وحين التحقت بالرجاء البيضاوي، أصبحت المسألة أكبر حجما لأنني أواجه فريقين الوداد والماص، وهذه هي حياة اللاعب هو مدين للقميص الذي يحمله وللفريق الذي يتعاقد معه..إنها جاذبية الكرة». وإلى أن يرجع إلى معانقة شباك المنافسين سيظل حمزة بورزوق يظل اللاعب الذي يضع نفسه رهن إشارة المدرب، لاعب لا يتردد في منح فريقه أهدافا حاسمة. أليس خسارة أن لايوجد لاعب مثل بورزوق في كل مباراة؟