تحولت الطريق السيار، بالقرب من مدخل مدينة فاس، مساء أول أمس الأحد، إلى ساحة لمواجهات دموية بين أنصار فريق المغرب الفاسي ومشجعين لفريق الجيش الملكي، استعملت فيها مختلف الأسلحة البيضاء، من سكاكين وسيوف وقنينات فارغة، وشهب اصطناعية، مما أدى إلى إصابات متفاوتة الخطورة لدى الطرفين، وإدخال ما يقرب من 7 أشخاص إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني. واعتقلت السلطات الأمنية ما يقرب من 50 شخصا، ضمنهم سائقان لسيارة النقل المزدوج، وبرفقتهما فتاة. وتعرضت سيارات قادمة من مدينة مكناس وحافلة للنقل الطرقي، في اتجاه مدينة فاس عبر الطريق السيار، إلى أضرار بليغة نتيجة رشقها بالحجارة. وقالت المصادر إن المواجهات بين أنصار المغرب الفاسي ومشجعي الجيش الملكي بدأت في مدخل الطريق السيار بمدينة مكناس، حينما كان مشجعو فريق فاس عائدين من مدينة سلا، حيث حضروا مقابلة جمعت بين الفريقين، فيما كان فريق الجيش الملكي قادما إلى مدينة فاس حيث يجري مقابلاته في انتظار إصلاح المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله. واستنفرت السلطات المحلية تعزيزات أمنية للحد من هذا الانفلات الخطير في الطريق السيار. وطاردت عناصر القوات العمومية هؤلاء المشجعين، مما دفع بعضهم إلى الفرار نحو الأحراش المحيطة بجماعة عين الشقف القروية، فيما عززت عناصر الأمن حضورها بالقرب من محطة القطار والمركب الرياضي خوفا من تجدد المواجهات العنيفة بين الطرفين. وأدى تدخل رجال الشرطة والقوات المساعدة وقوات التدخل السريع إلى وضع حد لهذا الانفلات، الذي كاد يتحول إلى كارثة إنسانية. وقامت دوريات الأمن بحجز عدد كبير من الأسلحة البيضاء، واعتقال ما يقرب من 50 شخصا ينتمون إلى كلا الطرفين، ووضعهم رهن الحراسة النظرية لاستكمال التحقيقات معهم قبل تقديمهم للمحاكمة. وتم حجز سيارة للنقل السري من الحجم الكبير إثر ضبطها وهي تحاول «تهريب» عدد من المتهمين بالتورط في هذه الأحداث في حاجز أمني في مدخل المدينة. وقالت المصادر ذاتها إن أجواء التوتر بين مشجعين الفريقين ابتدأت أطوارها الأولى في جهة الرباط. وأضافت أن مشجعي الفريق الفاسي قاموا بمحاصرة أنصار الجيش الملكي عند مدخل مدينة فاس، بعد اتهامهم بإساءة معاملة رفاق لهم في الطريق، فتطور الوضع إلى مواجهات عنيفة زرعت الرعب في مستعملي الطريق.