للمرة الأولى في تاريخ أحداث شغب الجماهير المغربية يصطدم جمهور فريقين لم يتقابلا على أرضية الملعب، بل كان كل منهما عائدا إلى مدينته حيث كان الفاسيون في طريقهم نحو العاصمة العلمية، بعدما تابعوا مباراة الفريق الأصفر في ضيافة جميعة سلا، في حين أن الجمهور العسكري كان ضيفا على ملعب فاس الكبير، الذي أصبح العسكريون يستقبلون به ضيوفهم، بعد إغلاق ملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، لأجل إصلاح مرافقه. وكشفت مصادر مطلعة ل"المغربية" أن اشتباكات متفرقة نشبت بين جمهوري المغرب الفاسي والجيش الملكي في الطريق السيار الرابط بين مدينتي الرباطوفاس، وأن الأمور تطورت في محطة للاستراحة قرب مدينة مكناس، أسفرت عن 4 إصابات خطيرة نقل أصحابها إلى العناية المركزة، اثنان منهما إلى مستشفى محمد الخامس بمكناس، والآخرون نقلا إلى المركز الاستشفائي الحسن الثاني بفاس. وأضافت المصادر ذاتها أن الشرارة التي أشعلت فتيل الاشتباكات، بدأت حينما اعترضت حافلة تقل جمهور المغرب الفاسي، كانت عائدة من مدينة سلا، بعد نهاية مباراة الماص أمام جمعية سلا، بالقرب من مدينة مكناس، سبيل حافلة للنقل المزدوج تحمل بعض أفراد جمهور الفريق العسكري كانت متوجهة لفاس لمتابعة مباراة الجيش وأولمبيك آسفي، نتج عنها إصابات متفاوتة في أوساط جمهور الجيش، علما أن هذه الحافلة كانت الأخيرة ضمن قافلة تضم 15 حافلة متوجهة صوب العاصمة العلمية. خبر الاعتداء على جماهير الجيش من طرف أنصار المغرب الفاسي انتقل بسرعة بين جماهير الجيش، التي قرر أفراد منها الثأر لزملائهم فتربصوا بحافلة جماهير المغرب الفاسي، وأمطروها بوابل من الحجارة، وهاجموها بالعصي والأسلحة البيضاء، ما تسبب في خروجها عن الطريق وانقلابها، الأمر الذي أدى إلى إصابات خطيرة في صفوف مشجعي الماص، في الوقت الذي بترت أصابع يد أحدهم. دقائق معدودة بعد هذه الحادثة، مرت الحافلة الخاصة بفريق المغرب الفاسي، التي لم تسلم بدورها من هجوم جمهور الجيش الذين أمطروها بالحجارة، ما تسبب في تكسير بعض نوافذها الجانبية، ليقرر جمهور الجيش بعدها العودة إلى مدينة الرباط خوفا من الاعتقالات. وذكرت مصادر "المغربية" من مدينة فاس، أن اللاعبين الفاسيين اليوسفي والرحماني أصيبا بشكل طفيف بعد الهجوم على حافلة الماص، مضيفة أن عناصر الدرك الملكي تدخلت واعتقلت مجموعة من المشاغبين، علما أن المئات من عشاف الفريق الأصفر قرروا الانتقال إلى ملعب فاس الكبير لرد الدين لجمهور الفريق العسكري، غير أن قوات الأمن حاصرتهم، ومنعتهم من بلوغ الوجهة المقصودة، تفاديا لوقوع الكارثة.