من اضطرابات السلوك الشائعة العنادُ الذي يتمثل في عصيان الطفل لأوامر ومطالب الكبار، وقد يحدث لفترة وجيزة أو مرحلة عابرة أو يكون نمطا متواصلا أو صفة ثابتة في سلوكه وشخصيته ولذلك أسبابا نذكر منها : - إصرار الوالدين على تنفيذ أوامرهما غير المتناسبة مع الواقع، مما يدفع الطفل للعناد كردة فعل. -رغبته في تأكيد ذاته واستقلاليته عن الأسرة، خاصة إذا كانت لا تنمِّي ذلك الدافع في نفسه. - القسوة واللهجة القاسية - تدخل الوالدين في كل صغيرة وكبيرة في حياته وتقييده بالأوامر التي تكون أحيانا غير ضرورية. - تلبية رغباته ومطالبه نتيجة العناد، تدعم هذا السلوك لديه فيتخذه مركبا لتحقيق أغراضه ورغباته. أما عن وسائل العلاج فإليكِ بعضها: - تجنب الإكثار من الأوامر على الطفل وعدم إرغامه على طاعتك. احرصي على جذب انتباهه قبل إعطائه الأوامر. تجنبي ضربه، لأنك ستزيدين بذلك من عناده وعليك بالحكمة في التعامل معه. - ناقشيه ووضحي له النتائج السلبية التي نتجت عن أفعاله تلك. إذا اشتد عناده الجئي للعاطفة وقولي له : إذا كنت تحبني افعل ذلك من أجلي. - إذا لم يجدي معه شيء من ذلك فاحرميه من شيء محبَّب إليه، على ألا يكون هذا الحرمان بعد سلوك الطفل للعناد فورا. وضحي له من خلال تعابير وجهك، ومن خلال معاملتك أنك لن تكلمينه حتى يرجع. وقبل أن أختم، أود الإشارة إلى أن ظهور علامات العناد عند الطفل أمر طبيعي يشير إلى مرحلة طبيعية من مراحل نموه رغبته في اكتشاف نفسه وإمكاناته واختبار مدى قدرته على التأثير في الآخرين من حوله، ومن ثمَّ فلا يمكن وصفه – أي العناد - بأنه مرضي يستلزم اللجوء إلى المعالج النفسي في كل الحالات. كما أنه – أي الطفل - يمكنه سلوك مسلك العناد ليبعث إلى والديه رسالة مشفَّرة مفادها أن ثمَّة حاجة عنده لم تشبع، وواجبكِ - عوض البحث عن أعراض المشكلة- التركيز على أصلها، مع التنسيق مع الزوج، ولا بأس أن تستعيني باستشارة ذوي الخبرة في الموضوع.