بعدما تسببت في الكثير من حوادث السير المميتة، وبعدما دعت جهات كثيرة إلى اتخاذ قرارات صارمة في حقها، لم يعد أمام شاحنات الوزن الثقيل سوى أيام قليلة للاختفاء نهائيا من وسط المدينة والمناطق المحيطة بها. فقد كشف مسؤول بولاية الدارالبيضاء أنه سيتم اتخاذ قرار بمنع تحرك شاحنات الوزن الثقيل بوسط المدينة قريبا، خاصة أنها تتسبب بدورها في اختناق حركة السير والجولان، وأضاف المسؤول ذاته أن عملية تفريغ شاحنات الوزن الثقيل من السلع لابد أن تتم في ساعات متأخرة من الليل أو في الصباح الباكر تفاديا للاكتظاظ الكبير الذي تتسبب فيه هذه الشاحنات على مر الأسبوع. الالتفات إلى خطورة تجول شاحنات الوزن الثقيل في العاصمة الاقتصادية جاء بعدما ارتفعت أصوات الكثير من المواطنين داعية إلى ضرورة إيجاد حل لهذا المشكل، إذ أصبح المرور من مجموعة من شوارع وسط المدينة مغامرة، بسبب حوادث السير التي تتسبب فيها هذه الشاحنات. وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها فتح ملف شاحنات الوزن الثقيل في العاصمة الاقتصادية، فقد سبق أن تم التطرق إلى هذه القضية في السنوات الماضية، خاصة في منطقة درب عمر، التي أصبح المرور منها مستحيلا طيلة أيام الأسبوع باستثناء يوم الأحد، ورغم الوعود الكثيرة التي تحدثت عن ترحيل درب عمر إلى مقاطعة سيدي عثمان، فإن هذه الوعود ظلت مجرد حبر على ورق. وسبق لمصطفى الكيحل، الكاتب العام للفيدرالية الوطنية لمهنيي النقل الطرقي، أن دعا، في تصريح ل"المساء" على هامش اتهام شاحنات الوزن الثقيل بالتسبب في حوادث السير، إلى تحديد أماكن خاصة لمرور شاحنات الوزن الثقيل، لتجنب حوادث السير ولإحداث مرونة أكبر في حركة السير والجولان، وقال "هناك مجموعة من المشاريع المتعلقة بشاحنات الوزن الثقيل، لكنها، في مجملها، تبقى وسيلة لامتصاص غضب المهنيين، لأنه لا يمكن حاليا القيام بأي إصلاح دون التفكير في المهنيين". وعلمت "المساء" أن قرار منع شاحنات الوزن الثقيل بوسط المدينة يدخل ضمن مشاريع كثيرة تهدف إلى تحسين انسيابية حركة السير الحضري في العاصمة الاقتصادية، وسيتم تخصيص غلاف مالي لهذا الغرض ضمن المخطط الاستعجالي يقدر بحوالي 4،1 مليار درهم، إذ سيتطلب مشروع ملتقى العمالات وملتقى "عزبان" على الطريق الوطنية رقم 1 غلافا استثماريا بقيمة 700 مليون درهم، كما أنه سيتم إطلاق أشغال قنطرة بملتقى سيدي معروف خلال السنة الجارية، ستتطلب بدورها غلافا ماليا يقدر ب 700 مليون درهم. وتشهد الدارالبيضاء، حاليا، توسيع الطريق السيار الحضري الممتد على طول ثلاثة كيلومترات، تطلب إنجازه غلافا ماليا بقيمة 500 مليون درهم، ومن المحتمل أن تنتهي الأشغال في هذا المشروع خلال الأسابيع المقبلة. مشاريع وقرارات اتخذت من أجل تحسين حركة السير والجولان في الدارالبيضاء، إلا أنها تبقى، حسب مصادر "المساء"، محدودة جدا، على اعتبار أن المدينة توسعت بشكل مرعب، ولم يعد الاكتظاظ مقتصرا على شوارع كالجيش الملكي أو أنفا والحسن الثاني الموجودة في وسط المدينة، بل إن الاكتظاظ أصبحت تعاني منه، كذلك، العديد من المناطق المحيطية التي عرفت توسعا عمرانيا مرعبا في السنوات الخمس الأخيرة دون أن يواكب ذلك شق طرق جديدة.