توفي منذ أيام رائد الطرب الجبلي، محمد العروسي، بعد مرض عضال، في إحدى مصحات مدينة فاس، ولم يترك الفقيد الحزن فقط في بيت العائلة والمحبين وأبناء المناطق الجبلية، لكنه ترك وراءه «إشاعة» استفادته من مأذونية للنقل تنفي العائلة وجودها، فيما تتحدث بعض «اللوائح» عن استفادته، ما دفع فعاليات حقوقية بمدينة تاونات إلى مطالبة وزارة النقل والتجهيز بفتح تحقيق في هذه «الإشاعة». ولم يستبعد الحقوقي ادريس الوالي، وهو صديق لعائلة الفنان الراحل، احتمال وجود شخص نافذ استغل وضعية الوالد وتدخل ليحصل على هذه المأذونية باسم «محمد العروسي»، وقد يكون كذلك شخصا آخر يحمل نفس اسم المرحوم، يورد الوالي. ويعتبر الفنان محمد العروسي المتوفى عن عمر يناهز 90 سنة، أحد أكبر رواد الطرب الجبلي. وأشاع بعض الفنانين بأنه يملك مأذونية نقل حافلة حصل عليها يوم 6 يوليوز 2005، تربط مابين سطات وشيشاوة والدارالبيضاء. وقال ادريس الوالي، رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان، ل«المساء» إن المركز سيراسل الوزير المكلف بالنقل من أجل المطالبة بفتح تحقيق عميق بهدف إجلاء الحقيقة في هذه النازلة. وأضاف الوالي أنه متأكد جدا من براءة الفقيد من رخصة «الكريمة»، والحجة، حسب الحقوقي ذاته، هي أن إدارة المصحة التي كان يرقد فيها المرحوم لمدة أسبوع رفضت تسليم جثته لعائلته قبل تسديد فاتورة بأكثر من 3 ملايين سنتيم ، ولولا شيك قدمه أحد الفنانين من طنجة لما سلمت الجثة للعائلة في اليوم الموالي لاستكمال إجراءات دفن الفنان الذي كان يقطن، قيد حياته، في الحي الشعبي بنسليمان بمدينة فاس رفقة أسرته في شقة تتكون من صالون صغير وغرفتين ومطبخ ومرحاض. ونفت عائلة العروسي هذه الإشاعة، وأكد مصدر مقرب في اتصال هاتفي مع «المساء» أن الفنان الراحل كان دائم الحضور في حفلات أقامها الملكان الراحلان محمد الخامس والحسن الثاني، لكنه لم يسبق له أن قدم طلبا في الموضوع. وسبق لإحدى الجرائد الأسبوعية أن نشرت قائمة بأسماء الفنانين المحظوظين الحاصلين على مأذونيات حافلات، وتدخل الفنان الراحل حينها لنفي خبر حصوله على المأذونية، لكن الإشاعة ظلت تطارده حتى بعد وفاته، ما دفع أسرته ومحبيه إلى التشكيك في الأمر، والمطالبة بفتح تحقيق.