اعتبرت ممثلات نسائية، لم يحضرن إطلاق برنامج تكوين النساء على المشاركة في الانتخابات الجماعية المقبلة، أن الدعوات الموجهة إليهن للمشاركة في اللقاء المنظم، السبت الأخير، من طرف مكاتب المعهد الجمهوري الدولي والمعهد الوطني الديمقراطي للشؤون الدولية، الأمريكيين، كانت دعوات شخصية ولم تكن موجهة إلى هيئاتهن الجمعوية أو الحزبية. ويهدف هذا البرنامج، بحسب منظميه، إلى تمكين النساء المغربيات من القيام بحملات فعالة لضمان الفوز في هذه الانتخابات التي ستجري في الصيف المقبل، وإلى دعم الجهود من أجل تحصيل نسبة 12 في المائة من المقاعد المخصصة للنساء في الاستحقاقات الجماعية المقبلة، وتعبئة الفاعلين السياسيين والمجتمع المدني من أجل كسب هذا التحدي. وأشارت وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، نزهة الصقلي، في كلمة موجهة إلى المشاركين، إلى ما وصفتها ب«الرهانات الحيوية لهذا البرنامج»، معتبرة أن «مشاركة النساء في الانتخابات مسألة راهنة وملحة، وأن تعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية يشكل رافعة حقيقية للتنمية، مشيرة إلى أن هذه المشاركة تسمح للمرأة ب«إبراز المؤهلات المتعددة والاستثنائية من حيث التنظيم والإدارة في خدمة الجماعة». ونوهت الوزيرة بالانتقال من 0.56 في المائة إلى 12 في المائة على الأقل من المقاعد المخصصة للنساء في الجماعات المحلية، مؤكدة على «أن هذا المكسب سيمكن المرأة من المساهمة في التنمية الاجتماعية، التي يعتبرن رافعة هامة فيها، كما ستشكل خطوة إنصاف مهمة تجاه النساء». إلى ذلك اعتبرت خديجة الرباح، العضو المؤسس لحركة من أجل الثلث في أفق المناصفة في التمثيلية النسائية، بأن الدعوة التي تلقتها، وتعذر عليها الحضور، كانت دعوة شخصية، مشيرة إلى أن أي اتفاق قادم، بخصوص التنسيق أو العمل المشترك، مع الجهة المنظمة للقاء ليس موجودا، وإن كانت الإمكانية واردة، إذا طُلب من الحركة ذلك. ويعتبر المعهد الديمقراطي الوطني للشؤون الدولية منظمة غير حكومية، أنشأتها الحكومة الأمريكية عن طريق الهبة الوطنية للديمقراطية (نيد) لتَحويل المنحِ لتطبيق الديمقراطيةِ في الدول الناميةِ، ويمول عن طريق دافعِي الضرائب في الحكومة الاتّحاديةِ وبَعْض الأموالِ خلال التبرعات التطوعيةِ مِن وكالاتِ تنمية البلدانِ الدولية المتنوعة والمؤسساتِ الخاصة. وتأسس المعهد الجمهوري الدولي في سنة 1983 في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان، وبعده تأسست المنحة القومية للديمقراطية NED من قبل الكونغرس في سنة 1983 وهي آلية لتمرير التمويل من الكونغرس إلى المعهد الجمهوري الدولي وثلاث معاهد أخرى هي، المعهد الديمقراطي الوطني للشؤون الدولية، والمركز الأمريكي لتضامن العمل الدولي (معهد التضامن)، ومركز المشاريع الخاصة الدولية. وفي الوقت الذي أكدت فيه عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية بسيمة الحقاوي، تلقيها دعوة شخصية عبر الهاتف من مدير المعهد الوطني الديمقراطي بالرباط للمشاركة، نافية أن يكون ذلك يتعلق بدعوة موجهة إلى حزبها، أشارت ميلودة حازب عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، هي الأخرى إلى تلقيها نفس الدعوة، إلا أنها لم تحضر لأسباب صحية، كما قالت قبل أن تزيد، أن دعوتها كانت بغرض المشاركة في تأطير النساء المغربيات، استعدادا للاستحقاقات المقبلة. وأضافت حازب في تصريح ل«المساء»، أن المعهد الديمقراطي دأب منذ سنة 1998 على تنظيم مثل هذه اللقاءات بهدف توسيع الفكر الديمقراطي والمساهمة في إشاعة الممارسة الديمقراطية، وكذا مساعدة الأحزاب، في إطار تشاركي، على النهوض بحقوق النساء، وإن نفت في الوقت الراهن وجود أي تنسيق لحزبها مع المعهد الأمريكي المذكور.