على إثر ما عرفته المؤسسات التعليمية بوجدة والجهة الشرقية من احتجاجات وكذا الشعارات التي رددها التلاميذ كردة فعل على برنامج مسار، عقدت عدة لقاءات سواء بمقر الولاية أو بالنيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، وكذا الزيارات في إطار اللجن المشتركة للعديد من المؤسسات التعليمية، بحضور قوي لجمعيات الآباء وأمهات التلاميذ كشريك وفاعل تربوي. وحسب بلاغ لجمعية آباء وأمهات وأولياء تلاميذ ثانوية زيري ابن عطية، تم الاستماع إلى كل الأطراف المعنية حول أسباب هذه الضجة المفتعلة والتظاهر غير المسؤول، والتي انصبت جلها حول الكيفية التي تم بها إنزال برنامج مسار دون إعلام مسبق ودون إطلاع المعنيين بالأمر وفي غياب التواصل وتوفير العدة اللازمة والتكوين والنقص الفادح في الموارد البشرية المختصة، ناهيك عن الأعطاب المتكررة في الجهاز ودون وصول المعلومة الحقيقية للآباء والأمهات والتلاميذ، وهي أمور ضرورية قبل الإقدام على إنزال مثل هذه البرامج حتى نضمن انخراط الجميع في العملية، والعمل على إنجاحها، الشيء الذي ترك المجال واسعا لترويج الإشاعات وتسبب في كل ما حدث من تكسير للأبواب والنوافذ، وإتلاف الممتلكات وتمزيق الفروض وممارسة العنف على التلاميذ والأساتذة وهي أمور لا تمت للتظاهر والاحتجاج بصلة . واعتبرت الجمعية أنه كانت لمثل هذه الأحداث ضرورة ملحة من أجل إحضار كل من مدير الأكاديمية والنائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية ورؤساء المصالح والأقسام بالنيابة والمشرفين على برنامج مسار، من أجل تنظيم لقاء مباشر مع الأساتذة وتلامذة المؤسسات لشرح أهداف هذا البرنامج وكيفية توظيفه ومجالات استعماله وأهميته في إحصاء التلاميذ ومعرفة مستوياتهم ومسك نقطهم وضبط حركيتهم، في إطار مذكرات وزارية كان التعامل بها بطرق تقليدية سابقا، كما كانت فرصة طيبة وإيجابية للتواصل والإجابة عن العديد من التساؤلات التي شغلت بال الأساتذة والتلاميذ، والتي انصبت كلها حول مفاهيم خاطئة عن برنامج مسار، ليتم التأكيد وعلى لسان المسؤولين عن القطاع بالجهة وبالنيابة أن لا شيء تغير وأن مسار لن يكون له أي تأثير على العلاقة التي ظلت تربط الأستاذ بالتلميذ في تقويم وتقييم عمله ونشاطه وسلوكه، فالصلاحية الكاملة هي بيد الأستاذ الذي له علاقة مباشرة بالتلميذ، وأن عملية مسار مجرد عملية تقنية ليس إلا، ولن يسمح لأي جهة أن تمس بمصداقية عمل الأستاذ طبقا للأطر المرجعية أو اتهامه بأمور لا علاقة لها بما هو تربوي وضدا على شرف المهنة وكرامة المدرس. وثمنت جمعية الآباء والأمهات بثانوية زيري ابن عطية مبادرة المسؤولين بالأكاديمية والنيابة الإقليمية على تلبيتهم الدعوة لحضور مثل هذه اللقاءات، وعلى حسن إصغائهم لتساؤلات الأساتذة والتلاميذ وجمعية الآباء، منوهة في الوقت نفسه بالجهود المبذولة من طرف الإداريين والتربويين بالثانوية وعلى ما يقدمونه من خدمات يومية وتضحيات كبيرة من أجل رد الاعتبار للمدرسة العمومية خدمة للأجيال القادمة ولهذا الوطن العزيز، ودعت الجمعية كل الأطراف الغيورة على قطاع التعليم باعتباره قاطرة التنمية التحلي بالمواطنة الصادقة والانخراط الجماعي من أجل جعل حد لكل الإشاعات المغرضة، ولتفويت الفرصة على كل من يريد استغلال أبنائنا وبناتنا وجعلهم مطية لأغراض شخصية، مؤكدة أن «مسار» لا علاقة له بما يروج له ولن يكون له أي تأثير على العلاقة بين الأستاذ والتلميذ في عملية إجراء الفروض وتصحيحها. وفي الأخير وجهت عدد من الجمعيات بمختلف نيابات التعليم بالجهة الشرقية نداء للتلميذات والتلاميذ بعدم انسياقهم وراء الإشاعات المغرضة والرجوع إلى فصولهم الدراسية لإتمام ما تبقى من المقررات لاجتياز فروضهم وامتحاناتهم في ظروف جيدة، ودعت الآباء والأمهات إلى مصاحبة أبنائهم وبناتهم بما يضمن عودة ميمونة إلى الثانويات. .