أسفرت الثلوج المتهاطلة على عدد من المناطق بجهة مراكش تانسيفت الحوز عن مقتل ثلاثة أشخاص وعزل عشرات الأسر، التي صارت مهددة بالموت، كما قطعت عددا من الطرق. ففي دوار تولكين جماعة أزكور (ضواحي أمزميز) لقي رجل مسن حتفه بعدما تهاوى على رأسه سقف منزله التقليدي، الذي أثقلته الثلوج المتساقطة بكثافة طيلة الثلاثة أيام الماضية. وحسب مصادر مطلعة، فإن المسن لفظ أنفاسه الأخيرة بمجرد أن تهاوى سقف المنزل التقليدي فق ورأسه. شباب ورجال الدوار المذكور هرعوا صوب مكان الحادث لإنقاذ الضحية، البالغ من العمر 80 سنة، لكن محاولاتهم باءت بالفشل، إذ تم إخراجه جثة هامدة. وعرف دوار تولكين، الذي يعد أبعد نقطة في جماعة أزكور، تساقطا كثيفا للثلوج التي وصل سمكها إلى حوالي المتر. كما عثر سكان إحدى الجماعات القريبة من الطريق الوطنية بين مراكش وورزازت على جثة رجل مدفونة تحت الثلوج، صباح أول أمس الأحد. ووقف بعض سكان المنطقة النائية بنواحي مراكش على جثة الضحية، مدفونة وسط الثلوج الكثيفة. ورجحت مصادر أن يكون الضحية لفظ أنفاسه الأخيرة خلال محاولته الوصول إلى منزله، بعد أن حاصرته الثلوج المتساقطة. وبمنطقة أيت أورير، انتقلت مصالح الدرك الملكي، يوم السبت الماضي، صوب الجماعة القروية زرقطن، حيث تم العثور على جثة مجمدة لشخص في عقده الرابع، مطمورة وسط الثلوج في أحد المرتفعات المؤدية إلى دوار اسوال البعيد عن الجماعة المذكورة بحوالي 18 كيلومترا. واستنادا إلى المعلومات الأولية، فإن الضحية اضطر إلى مغادرة دوار اسوال، عصر الجمعة الماضي، في اتجاه مركز الجماعة القروية زرقطن، مشيا على الأقدام وسط الثلوج، التي غطت الطريق غير المعبدة، لتنقطع أخباره ساعات قليلة بعد مغادرته الدوار، حيث ظلت عائلته تحاول ربط الاتصال بهاتفه النقال، لكن دون جدوى، مما دفع بعدد من السكان إلى الشروع في عملية البحث عنه في جنبات الطريق التي تغطيها الثلوج، قبل أن يتم اكتشاف يد الضحية فيما كان باقي جسده مغطى بالثلوج. هذا وتساقطت ثلوج كثيفة بدوار أنسا الزات بجماعة تغدوين بالحوز، حيث وصل سمكها إلى حوالي 17 سنتيمترا، لتتجاوز نهار الخميس الماضي 40 سنتيمترا . وما تزال تتساقط بصفة متقطعة، وقد حاصرت أزيد من 20 دوارا، صار سكانها مهددين بالموت جراء البرد الشديد، وإغلاق الطرق المؤدية إلى عدد من المرافق الأساسية، ناهيك عن توقف الدراسة بعدد من المؤسسات التعليمية جراء صعوبة المسالك.