خلقت الوسيطة المتابعة في ملف بارون المخدرات الملقب بولد الهيبول مفاجأة من العيار الثقيل، عندما أنكرت، خلال الجلسة التي عقدت أول أمس، تقديمها خدمات لجهاز الأمن كمخبرة، أو قيامها بالوساطة بين تاجر المخدرات و16عنصرا أمنيا يحاكمون في هذا الملف، وأكدت للقاضي أنها مجرد بائعة حريرة. وتلقى رئيس غرفة الجنايات الاستئنافية المكلفة بجرائم الأموال بمحكمة الاستئناف بالرباط أقوال الوسيطة باندهاش كبير، خاصة وأنها قدمت تصريحات مفصلة خلال الاستماع إليها من قبل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية حول طبيعة المهام السرية التي كانت تقوم بها بين الأمن وتاجر المخدرات، قبل أن تتراجع، وتؤكد أنها سيدة فقيرة ومعدمة تعيش من بيع الحريرة، ليرد عليها القاضي «راه حريرة نيت». وقالت المتهمة إن علاقتها بأمن تمارة كانت تنحصر في حمايتها بحكم خطورة الحي الذي تقيم فيه، كما أكدت أن المبالغ التي كان يقدمها لها الميلودي الزحاف المعروف ب«ولد الهبيول» كانت تسلمها لأحد أقاربها الذي كان معاونا له قبل أن يتم اعتقاله. وأنكرت المتهمة، جملة وتفصيلا، تصريحاتها السابقة التي قالت فيها إن العناصر الأمنية وظفتها كمخبرة، وكذا تصريحات مناقضة أكدت فيها أنها تولت تسليم مبالغ مالية مقدمة من «ولد الهيبول» لفائدة بعض المتهمين من رجال الأمن الذين كانوا يزاولون مهامهم بالمنطقة الإقليمية الصخيراتتمارة ، وبدا الارتباك واضحا على المتهمة بعد سؤالها عن سر عشرات المكالمات التي كانت تجريها مع بعض المتهمين، ومنهم عنصر أمني تبين بعد فحص سجلات الهواتف وجود حوالي 175 مكالمة بينه وبين المتهمة. واستمعت المحكمة خلال جلسة أول أمس، التي دامت ست ساعات، لأقوال 16 عنصرا أمنيا متهما في هذا الملف، من بينهم رئيس دائرة أمنية وعدد من الضباط، تمت متابعتهم بتهمة تسلم مبالغ مالية للامتناع عن القيام بعمل من الأعمال الوظيفية، بعد أن أشارت التحقيقات إلى أنهم كانوا يتسلمون رشاوى مقابل التغاضي عن تجارة المخدرات التي كان يمارسها ولد الهيبول بشكل حصري بتمارة. وأنكر المتهمون أن تكون لهم علاقة بولد الهبيول، أو أن يكونوا تسلموا منه مبالغ مالية، رغم أن الهيئة واجهتهم بتصريحاتهم خلال مرحلة التحقيق، حيث أكد أحد المتهمين أن كل ما ورد في المحاضر هو من وحي الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، وذهب آخر أبعد من ذلك بعد أن أكد أن المخابرات هي من تولت اعتقال ولد الهيبول، وأن الفرقة الوطنية سبق أن نفذت محاولة لاعتقاله غير أنها أخفقت في ذلك. كما أجرى رئيس الهيئة مواجهة بين المتهمين وبارون المخدرات ولد الهبيول، الذي أكد جميع تصريحاته السابقة، وأشار إلى أن بعض المتهمين الحاضرين في قاعة المحكمة، كانوا يحضرون على متن سيارات تابعة للأمن الوطني، ويتلقون منه مبالغ مالية حدد قيمتها، وأضاف أنه قام ذات مرة بتوبيخ بعض معاونيه الذين أشهروا السيوف في وجه رجال الشرطة ومهاجمتهم، ما أجبرهم على الفرار، وقال إنه طلب منهم عدم تكرار ذلك ماداموا يتلقون المال وينصرفون.