بعد تأخر تنفيذ الوعود التي قطعها حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، وعبد اللطيف أبدوح، المستشار البرلماني عن الحزب ذاته، لجأ عمال تعاونية الحليب الجيد بمراكش إلى الملك محمد السادس مساء أول أمس الأحد من أجل حل «المشكل الإنساني، الذي دام قارب السنة، دون أن يتسلم العمال والفلاحون أجورهم». وحسب معلومات، فإن عاملين بتعاونية الحليب الجيد «بيست ميلك» قاما بتسليم ملف التعاونية إلى الملك محمد السادس خلال مروره على متن سيارته الخاصة بالقرب من ملتقى الطريق الرابط بين شارع عبد الكريم الخطابي وتجزئة «دار السعادة»، على بعد أمتار قليلة من أحد الأسواق الممتازة بالمدينة الحمراء. وأوضحت مصادر موثوقة أنه بمجرد أن قدم الشخصان، اللذان كانا على متن سيارة، نفسيهما للملك محمد السادس، بادرهما بالسؤال: «أشنو واقع في تعاونية الحليب بمراكش؟». وكشفت المصادر ذاتها أن الملك، الذي كان يتجول دون حراس، وعد العاملين بحل الملف خلال الأيام القليلة المقبلة. يأتي ذلك بعد أن سلم العشرات من العمال رسالة إلى حراس القصر الملكي بمراكش يوم الجمعة الماضي من أجل إيصالها إلى الملك شخصيا. وحسب مصادر من داخل عمال تعاونية الحليب الجيد بمراكش، فإن العمال بعد أن يئسوا من الوعود، التي قطعها عليهم حميد شباط بحل الملف في ظرف 15 يوما، بعد لقاء جمعه بهم في فاتح دجنبر من السنة الماضية، احتشد العشرات منهم يوم السبت الماضي أمام مقر ولاية مراكش من أجل مطالبة الوالي الجديد، عبد السلام بيكرات، بالتدخل لحل مشكل التعاونية، الذي كان سببا في موت بعض العمال، الذين كانوا يعاونون من أمراض مزمنة، بعد أن تأخر عنهم عن العلاج، كما جعل عددا من أبناء العمال ينقطعون عن الدراسة. وقال بعض العمال إن الوالي الجديد وعد المحتجين بحل المشكل غدا الأربعاء، ووضع حدا لمعاناتهم، التي دفعت بعضهم إلى تطليق زوجاتهم، بينما صار بعضهم مهددين بالسجن جراء تراكم الديون عليهم.