رفض المبعوث الأممي كريستوفر روس لقاء ممثلين عن المعتصمين في «مخيم سمارة» أمام مقر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بمخيمات تندوف في الجزائر، تجنبا لردود فعل من قيادة جبهة البوليساريو شبيهة بما قام به المغرب عندما قرر سحب ثقته منه، فيما التزمت الجبهة الصمت ومنعت تداول ذلك في إعلامها. ونقلت مصادر دبلوماسية أن مرافقي الدبلوماسي الأمريكي حاولوا إبلاغ ممثلين عن المحتجين نيته عدم إجراء أي لقاء معهم، وهو ما اثر حفيظتهم، خاصة أن روس مر من وسط مخيم المعتصمين. وكشفت المصادر ذاتها أن جولة المبعوث الأممي روس تقتصر على عقد محادثات والاستماع إلى رموز جبهة البوليساريو وقيادتها الرئيسة، حيث رفض الاستماع إلى معارضي الجبهة الانفصالية أو مناقشة القضايا الحقوقية والاجتماعية بالمخيمات، عكس ما كان يقوم به أو يتكلف به بعض مرافقيه خلال زياراته السابقة للمنطقة. ويسعى المحتجون المعتصمون منذ أيام في مخيم «سمارة» إلى إقالة زعيم لمليشيات الجبهة مقرب من عبد العزيز المراكشي، حيث يتهمونه بالفساد وسوء التسيير فيما يتعلق بالمساعدات التي تأتي إلى المخيمات. وذكرت المصادر ذاتها أن روس نزل رفقة مرافقيه إلى ساحة المعتصم لمعاينة أعداد وتنظيم المحتجين، الذين يتشكل غالبيتهم من شبيبة البوليساريو، دون إجراء أي حوارات أو عقد لقاءات معهم. ورغب المحتجون من ساكنة تندوف، حسب المصادر ذاتها، في نقل تقارير عن الأحداث التي عرفتها المخيمات أياما قبل حلول روس بها، حيث لجأ المحتجون الصحراويون إلى التصعيد بعدما حاصروا مقرا لشرطة الجبهة، وقاموا بإضرام النيران في المقر، في الوقت الذي احتج المئات من سكان المخيمات على «درك» الجبهة، وأرغموا الدركيين على الهرب من المقر. وكان روس قد التقى عبد العزيز المراكشي، فيما وصف مرافقون له أن الأمل في أن تحرك جولته الجمود الذي يطغى على القضية يبقى ضيق جدا. يذكر أن كريستوفر روس بدأ جولته من المغرب، حيث التقى رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، ورئيسا غرفتي البرلمان، كريم غلاب ومحمد الشيخ بيد الله، ووزير الداخلية محمد حصاد، ووزير الخارجية صلاح الدين مزوار لأول مرة.