انتخب أول أمس السبت، مصطفى أوراش رئيسا جديدا للجامعة الملكية المغربية لكرة السلة، في جمع عام انتخابي انعقد بمدينة الدارالبيضاء. ولأول مرة يمكن للمتتبعين والصحفيين والمحللين أن يكتبوا كلمة انتخب دون أن تكون وسط مزدوجتين، فجمع عام جامعة السلة كان مسرحا حقيقيا للديمقراطية، فرغم التنافس الشرس ورغم أن كل لائحة ظلت تدافع عن حظوظها إلى النهاية، إلا أن الطريقة التي جرى بها الجمع، والطريقة التي اختتم بها، تؤكد لمن يحتاج إلى تأكيد أن رياح الديمقراطية يمكن أن تهب على الجامعات الرياضية، وأن تختار القاعدة الرئيس الذي تريده دون أن يكون هناك أي إنزال من جهة معلومة أو مجهولة. ولقد كان مثيرا للانتباه بعد الجمع العام وبعد فوز مصطفى أوراش، ب97 صوتا مقابل 83، أن أحمد المرنيسي الذي خسر سباق الرئاسة، وفاز بالمقابل باحترام الجميع، رفع يد الفائز مصطفى أوراش، مهنئا إياه على الفوز برئاسة الجامعة، ومعلنا أن الديمقراطية انتصرت، وأنه سيكون أول المدعمين له، وأنه ولائحته لن يمارسوا المعارضة من أجل المعارضة، وإنما سيتفاعلون مع الأشياء الإيجابية، وسيدعون بكل هدوء لتصحيح الاختلالات، وكان لافتا كذلك أن الفائز مصطفى أوراش أعلن أنه سيخدم كرة السلة، وأنه سيكون رئيسا للجميع، وليس لطرف دون الآخر. لقد أنهت الرياضة المغربية سنة 2013 على إيقاع جمع صاخب لجامعة الكرة، وعلى إيقاع مهزلة و»شوهة» نقلت تفاصيلها القنوات التلفزيونية والصحافة على نطاق واسع، بل ووجد كثيرون في ذلك فرصة ليروجوا ما مفاده أن الديمقراطية مازالت بعيدة عن المشهد الرياضي، لكن جمع السلة اثبت العكس، بل وكشف أن التغيير ممكن، وأن رهان الديمقراطية لا يمكن إلا أن يكون رابحا. لذلك، تستحق أسرة كرة السلة المغربية التحية، فقد نجحت في تقديم درس للجميع، والتحية أيضا للائحتين المتنافستين فقد تنافسا وفي النهاية هنأ بعضهما، والتحية تستحقها أيضا وزارة الشباب والرياضة، لأنها راهنت بدوره على الديمقراطية، وكسبت رهانها في جمع السلة، لكن تهنئة الوزارة ستحتاج إلى تزكية في جمع جامعة كرة القدم، وإلى فتح ملف اللجنة الأولمبية، الذي مازال عصيا، إذ منذ سنوات طويلة، واللجنة الأولمبية تعيش خارج الشرعية، دون أن تعقد أي جمع عام، ودون أن تقدم الحساب سواء المالي أو الأدبي.