أصدرت ولاية طنجة قرارا بنقل رئيس الدائرة الحضرية السادسة بحي عين الحياني الشعبي، إلى دائرة أخرى خارج المدار الحضري، وهو ما اعتبرته مصادر مطلعة إجراء عقابيا، إذ يأتي بعد أقل من يومين من سماحه لسكان المنطقة بإقامة أمسية احتفالية بذكرى المولد النبوي، والتي شارك في تنظيمها منتسبون لجماعة العدل والإحسان. وقررت وزارة الداخلية تنقيل قائد الدائرة السادسة إلى الدائرة القروية «سيدي اليماني»، التابعة لعمالة الفحص أنجرة، بعدما اعتبرته «متعاطفا» مع جماعة العدل والإحسان، إذ كان قد تلقى أوامر بإخلاء حي عين الحياني من أي مظاهر احتفالية، وطالبته الولاية بإزالة المنصة المعدة لإحياء الأمسية، وهو ما لم يتم. مصادر مطلعة أوردت أن رئيس الدائرة السادسة كان قد انتقل بالفعل إلى مكان الاحتفال، لكنه وجد تجمعا بشريا كبيرا، حال دون تنفيذ قرار المنع، وهو «المسوغ» الذي لم تقبله السلطات، التي اعتبرت أن ممثلها أظهر «تعاطفا» مع جماعة تصفها ب»المحظورة». ولم تعمم ولاية طنجة، الممثلة لوزارة الداخلية، أي وثيقة تكشف السبب الرسمي لعزل رئيس الدائرة المذكورة، غير أن مصادر «المساء» أوردت أن المسؤول المعزول لم تكن له أخطاء مهنية تستحق أن ينقل بسببها، مضيفة أن سماحه بتنظيم الاحتفال لم يرق للسلطة. وكان حي عين الحياني قد شهد واحدا من أكبر احتفالات المولد النبوي، التي تعرفها طنجة سنويا، ويصر شباب جماعة العدل والإحسان على أن مشاركتهم في التنظيم ليست لها علاقة بخلفيتهم التنظيمية، بل فقط لأنهم من أبناء الحي، مستدلين على ذلك بعدم رفع أي شعارات سياسية. يذكر أن احتفالات المولد النبوي هذه السنة كانت قد مرت في أجواء أقل توترا من العام الماضي، لكن فقط خلال اليومين الأولين، لأن المنع عاد ليطالها خلال اليوم الثالث، إذ منعت أمسية بحي «مسترخوش» بدعوى «تنظيمها من طرف منتسبين للعدل والإحسان».