حشد الدرك بمدينة مكناس عناصره ل»تطويق» توافد عدد من الشواذ إلى موسم سيدي علي بن حمدوش، الذي يقام كل سنة بضواحي العاصمة الإسماعيلية، مباشرة بعد انتهاء احتفالات عيد المولد النبوي. وتعمد إدارة الدرك بالجهة إلى إحداث نقط مراقبة في الطريق المؤدية إلى الجماعة التي تحتضن هذا الموسم، كما تعمد إلى توزيع عدد من عناصرها في أحراش محاذية، وذلك إلى جانب تنظيم دوريات راجلة في جماعة المغاصيين القروية. وتدقق العناصر المسؤولة على الحواجز في هويات الزوار، في إطار خطة لإبعاد الشذوذ على الموسم الذي يعرف رواجا منقطع النظير في تجارة الأعشاب والمواد التقليدية المخصصة لإقامة طقوس لها ارتباط بالشعوذة والسحر. ويعرف موسم سيدي علي بن حمدوش ب»إقبال» الشواذ عليه بغرض القيام بطقوس غريبة، يعتبرها مسيرو الضريح مسيئة لسمعة الموسم. وتشن السلطات حملة اعتقالات على الوافدين على الموسم من الشواذ، وتعمد إلى تقديمهم إلى المحكمة في حالة اعتقال. ويربط الشواذ طقوسهم الغريبة بشجرة «للا عيشة» التي نسجوا حولها حكايات غريبة. ويرتبط هذا الموسم الذي يقام في منطقة «المغاصيين» والتي تبعد عن وسط مدينة مكناس بحوالي 15 كيلومترا بطقوس غريبة، حيث تتوافد عليه عدد من العانسات، بغرض الاستحمام في «حمامات» شبه مفتوحة، ويعمدن إلى التخلص من ملابسهن الداخلية بالقرب من هذه «الحمامات»، ما يحول الفضاء إلى «أكوام» من الألبسة الداخلية للنساء، والغرض، بالنسبة لهن، هو التخلص من «العكس» الذي يقف سدا منيعا أمام زواجهن. وإلى جانب العانسات، فإن الموسم يعرف توافد نساء يرغبن في الإنجاب، ويعتبرن أن الاستحمام في «عين» أسفل الضريح كفيلة بأن تفتح لهن المجال للحصول على أبناء. وتتقاطر الذبائح على الموسم، لكن طرق ذبحها، وإعادة ترويجها في الموسم يحظى بانتقادات كبيرة، في غياب شروط الصحة. وتختلط دماء الذبائح بقنوات الواد الحار، وبالتساقطات المطرية، ما يهدد بتلوث المياه السطحية والجوفية، وإصابة الزوار بأمراض خطيرة، تذكر بحالات إصابة ب»التيفويد» في سنوات سابقة. والأخطر أن بعض الزوار يعمدون إلى التخلص من الذبائح بطرق عشوائية في زوايا متفرقة من فضاء الموسم، وتركها عرضة للتعفن. ويحول الموسم، في المقابل، هذه الجماعة المنسية إلى منطقة تعرف انتعاشة اقتصادية لبضعة أيام، قبل أن تخلد من جديد إلى عزلتها في انتظار موسم آخر. ويسود إقبال كبير على وسائل النقل العمومية، كما تعرف المنازل المعدة للكراء إقبالا كبيرا، وتعيش البلدة رواجا تجاريا مهما، خصوصا ما تعلق ببيع المواشي والدجاج التي تذبح للتبرك بالقرب من شجرة «للا عيشة».