قضى سكان الشريط الساحلي الرابط بين الدارالبيضاء والرباط ليلة بيضاء بسبب تخوفهم من تكرار سيناريو أمواج المد البحري، التي سبق أن ضربت الشواطئ المذكورة بداية الشهر الجاري. وزادت التحذيرات، التي أطلقتها مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، من قلق السكان المجاورين للسواحل حول إمكانية تسبب الأمواج العاتية للمحيط الأطلسي في إحداث خسائر مادية بممتلكاتهم. وفي سياق متصل، أصدرت مديرية الأرصاد الجوية الوطنية نشرة إنذارية تتوقع هبوب رياح قوية على السواحل الأطلسية من شمال آسفي إلى البوغاز، ستتراوح سرعتها بين 60 و70 كيلومترا في الساعة. وأوضحت المديرية أن هذه الرياح ستكون مصحوبة بأمواج عالية سيتراوح علوها بين 5 و 7 أمتار على السواحل الأطلسية بين طنجة وطرفاية. من جانبه، توقع محمد سعيد قروق، أستاذ علم المناخ بجامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء، حدوث ظاهرة المد البحري التي عرفتها البلاد بداية الشهر الجاري، موضحا في تصريح ل«المساء» أن الخسائر التي عرفها المغرب بداية الشهر الجاري كانت بسبب رياح قوية وليس بسبب التسونامي، وأن الشروط الحالية تقترب من الأسباب التي أدت إلى المد البحري، وأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى نفس الخسائر، خاصة بالنسبة إلى الأماكن التي يصلها المد البحري. وأكد قروق على أن الأضرار التي خلفها المد البحري لا يجب الاهتمام بها كثيرا لأنها خطأ بشري وليس طبيعي على اعتبار أن الدولة هي التي سمحت لهؤلاء الخواص بالبناء في أماكن يصلها المد البحري، معتبرا أن ما يجب الاهتمام به في حالة حدوث مد بحري جديد هو أصحاب مراكب الصيد الساحلي، الذين يفقدون موارد عيشهم مع تحطم المراكب التي كانوا يستغلونها. واعتبر قروق أن مناخ المغرب ليس معزولا عن مناخ العالم، الذي عرف تغيرا كبيرا منذ بداية 2003 و2005 مع إعصار كاترينا، الذي كان إنذارا قويا للبشرية وتوالت بعده الكوارث، مضيفا أن ما حصل الآن هو أن هناك تراكما حراريا في الأرض، لا سيما في المحيطات، وأن المجال الحراري امتد كثيرا نحو الشمال، وهو ما يؤدي إلى إنتاج الدورة الهوائية الجديدة، التي هي بدورها نتاج المناخ العالمي الجديد.