انتقلت عناصر من الشرطة القضائية بسطات إلى محطة سيارات الأجرة بمركز كيسر والبروج، بعد إشعارها بوجود شخص طريح الأرض إثر تلقيه طعنات بواسطة السلاح الأبيض، حيث عاينت عناصر الضابطة القضائية الضحية الذي كان ينزف دما، ويعاني من جروح في الجانب الأيمن للقفص الصدري وفي أسفل الظهر ومؤخرة رأسه، وتبين من خلال المعاينة أن الضحية سائق سيارة أجرة، فقامت عناصر الضابطة القضائية بتحريات ميدانية أسفرت عن توقيف المتهم. اعتداء استهلت الضابطة القضائية بحثها في الموضوع بالاستماع إلى أحد شهود الواقعة، وهو حارس ليلي، فأفاد بأنه شاهد الضحية، ليلة الحادث، يركن سيارته بالمحطة، وغادر المكان متوجها نحو شارع الأميرة لالة عائشة، وعلى مقربة من باعة الفواكه قرب باب خروج الحافلات، عاين المشتبه فيه يحمل بيده سكينا ويلاحق الضحية، ثم طعنه عدة طعنات حتى سقط أرضا وبدأ الدم ينزف منه بغزارة على إثر إصابته بجرح في مؤخرة رأسه وفي بطنه، وبقي المعتدي حاملا سكينه، متوعدا كل شخص يحاول الاقتراب من الضحية، مانعا بذلك تقديم المساعدة إليه، ومحدثا فوضى عارمة بالمكان، قبل أن يلوذ بالفرار بعدما شاهد سيارة الشرطة تقترب من مكان الحادث. واستمعت الضابطة القضائية، أيضا، إلى شقيق الضحية الذي حضر من مدينة الدارالبيضاء بعدما بلغ إلى علمه أن شقيقه تعرض لاعتداء، وصرح بأنه عاين أخاه يحتضر وأن حالته الصحية متدهورة. وبعد مراجعة المركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني تبين أن الضحية مصاب بنزيف داخلي على مستوى الكليتين عجل بدخوله في غيبوبة عميقة، مما استدعى التدخل جراحيا لإنقاذه، حيث أجريت له عملية جراحية دامت ثلاث ساعات ونصف، ورقد بعدها بقسم العناية المركزة في وضعية حرجة. إصرار وطعن بسكين عند الاستماع إلى المشتبه فيه صرح بأنه يعمل وسيطا بمحطة سيارات الأجرة، حيث يقوم بجلب الزبناء مقابل ثلاثة إلى خمسة دراهم، مؤكدا أنه يعرف الضحية بحكم أنه سائق سيارة أجرة، وفي ليلة الحادث صادفه بمحطة سيارات الأجرة وكان في حالة سكر، وبحكم إدمانه على استهلاك مخدر الكيف والتبغ فقد التمس من الضحية أن يجلب له كمية من ذلك المخدر من أحد الدواوير بناحية كيسر إلا أنه رفض تلبية طلبه بدعوى أن السيارة ليست في ملكيته، فطلب منه المشتبه فيه أن يعيرها له لاستغلالها في التنقل وجلب مخدر الكيف، إلا أن الضحية أصر على رفضه، فدخل معه في شنآن وطارده في أمكان مختلفة بمحطة سيارات الأجرة، وطعنه بسكين في أنحاء مختلفة من جسمه بغية تصفيته جسديا، خصوصا وأنه وجه إليه كلاما نابيا، ولما سقط أرضا ودخل في غيبوبة أشهر السكين في وجه المارة الذين حاولوا مساعدة الضحية، ولاذ بالفرار تاركا الضحية يواجه مصيره بعدما شاهد سيارة الشرطة تتقدم نحو مكان الحادث. وذكر المتهم في تصريحاته أنه سبق له أن قضى سنتين سجنا نافذا إثر إدانته بالاختطاف والاغتصاب، وأنه مدمن على تدخين الكيف وشرب الخمر، ويوم الحادث احتسى قنينة خمر وحده بالخلاء، وفي مساء نفس اليوم قصد أحد الأشخاص فرفض أن يبيعه كمية من الكيف، ونظرا لكونه كان في حالة سكر فإنه تبادل معه السب، فقام خصمه بضربه بعصا على رأسه فما كان منه إلا أن انتزع منه سكينا صغيرا وطعنه بها عدة مرات ولما سقط لاذ بالفرار، وأنكر أن يكون استهدف تصفية خصمه، وعند استنطاقه تفصيليا أكد أنه تبادل الضرب مع خصمه فدفعه فسقط أرضا. رفض واعتداء استمعت عناصر الضابطة القضائية إلى الضحية، فأوضح أن المتهم طلب منه، يوم الحادث حوالي الساعة الرابعة بعد الزوال، أن يشتري له كمية من الكيف من مركز البروج، فرفض لأنه لا يستطيع القيام بهذه المهمة، مما جعل المتهم يغضب ويوجه له وابلا من السب والشتم وأمسك بخناقه، فتدخل المواطنون للتفريق بينهما، وبعد ذلك ذهب إلى مركز البروج، ولما انتهى من العمل وضع السيارة بالمحطة تحت رقابة الحارس الليلي، وعندما كان متوجها إلى حال سبيله فوجئ بالمشتبه فيه يتعقبه من الخلف ودون أن يراه طعنه في جنبه الأيسر، ولما انتبه إليه طعنه على مستوى الكلية اليمنى فسقط مغمى عليه، بعد ذلك تبين له أن المتهم طعنه طعنة ثالثة، فنقل إلى المركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بسطات ولم يستيقظ من الغيبوبة إلا بعد أربعة أيام، وظل يرقد بقسم الإنعاش، حيث ظل يعاني من صعوبة في التنفس لإصابته على مستوى الكلية اليمنى والكبد والمعي الغليظ. 10 سنوات وراء القضبان قضت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بسطات، بعد الاطلاع على ملف القضية، بالحكم على المتهم بعشر سنوات سجنا نافذا، بعد إدانته بمحاولة القتل العمد مع سبق الإصرار والسكر البين واستهلاك المخدرات.