قبل أن يوقع اللاعب المصري عمرو زكي، في كشوفات فريق الرجاء البيضاوي، عرفت المفاوضات بينه وبين مسؤولي الرجاء الكثير من الشد والجذب، إذ لم ترض بعض تفاصيل العقد اللاعب، فعبر عن تذمره، وأصبحت الصفقة مهددة بالإلغاء، أما ما زاد الطين بلة، فهو أن اللاعب عمرو زكي لم يجد طيلة المفاوضات التي باشرها مع مسؤولي الرجاء، مفاوضا سبق له أن مارس كرة القدم، وهو ما دفع اللاعب إلى طرح الكثير من علامات الاستفهام، قبل أن يدخل صلاح الدين بصير رئيس اللجنة التقنية على الخط، ويعقد جلسة مع اللاعب دامت إلى وقت متأخر من ليلة الخميس/ الجمعة، وأسفرت في الأخير عن الوصول إلى اتفاق يقضي بحمل عمرو زكي لألوان الرجاء. واقعة عمرو زكي من المفروض أن تشكل منطلقا لفتح النقاش حول من يدير دفة المفاوضات بين الفرق واللاعبين الذين ترغب في ضمهم إلى صفوفها، وأيضا المعايير التي تجعل من هذا اللاعب أو ذاك مطلبا ملحا للتعاقد معه. في الرجاء، يبرز بدون شك اسم رجل الظل رشيد البوصيري، المستشار الخاص للرئيس بودريقة، فهو الذي يحرك بشكل كبير «لعبة» الانتدابات، وهو الذي يرسم الكثير من خيوطها، وهو الذي ينزل بثقله دائما، والمثير للانتباه أن هذا الواقع لم يتغير سواء عندما كان امحمد فاخر مدربا للفريق، أو اليوم حيث أن فوزي البنزرتي هو الذي يتولى المهمة، أو في مرحلة عبد الله غلام، هذا مع العلم أن مهمة المستشار التقني الخاص للرئيس ليس معروفا إذا كان صاحبها يتقاضى راتبا مقابلها أم لا، خصوصا أن البوصيري مثلا شبه متفرغ للعمل داخل الرجاء وتقديم الاستشارات لرئيس الفريق. إن المفروض أن تكون في الفرق لجن تقنية حقيقية وليست صورية، هي من تحدد بتشاور مع المدرب لائحة الانتدابات، وهي من ترسم خارطة الطريق، على أن يتولى مهمة التفاوض ذوو الاختصاص وأسماء لها وزنها كرويا، وتحظى بالاحترام، وليس أسماء مجهولة، تثير الشك وتزرع الريبة، وتجعل اللاعب يضرب ألف حساب قبل أن يوقع في كشوفات الرجاء. أعطينا اليوم، مثال ما يحدث في الرجاء، لأن الفريق شارك في كأس العالم للأندية وبلغ دورها النهائي، ولأن المفروض أن تلقي «العالمية» بظلالها على كافة مناحي الفريق، وبينها الانتدابات، النقطة التي مازالت تفيض الكأس في الرجاء، بدليل أن الانتدابات الخاطئة كلفت الفريق الملايير.