سارع محمد بودريقة رئيس الرجاء البيضاوي لكرة القدم إلى إقالة المدرب امحمد فاخر، من مهامه مدربا للفريق، عقب هزيمة الأخير بهدف لصفر، أول أمس الخميس بملعب العبدي بالجديدة، ضمن مؤجل الجولة التاسعة من البطولة «الاحترافية». هل كان من الضروري إقالة فاخر في هذه الظرفية بالذات، حيث الفريق مقبل على المشاركة في كأس العالم للأندية التي ستجرى بالمغرب؟ وهل يبدو قرار الإقالة منطقيا، علما أن فاخر انهزم في مباراتين فقط، وقاد الرجاء إلى نهائي كأس العرش الذي خسره أمام الدفاع الجديدي بالضربات الترجيحية، ولاتفصله عن مقدمة الترتيب إلا ثلاث نقاط، يمكن تذويبها بسهولة؟ إن الكثير من اختيارات المدرب فاخر قابلة للنقاش، سواء على مستوى التشكيلة التي تخوض المباريات، أو على مستوى الانتدابات التي كلفت مالية الرجاء الكثير دون أن تعطي الإضافة للفريق، لكن الطريقة التي أقيل بها فاخر تكشف بكل وضوح أن هناك داخل الرجاء من يلعب بالنار، وأن رئيس الفريق محمد بودريقة الذي يحرك كل شيء، تعامل مع مرحلة فراغ الرجاء بعقلية المشجع، وليس بعقلية المسير الناضج، الذي يتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب، بل إن بودريقة نفسه ساهم في التشويش على عمل المدرب امحمد فاخر عندما فتح باب الحوار مع اللاعبين، وأعطى لعميد الفريق محسن متولي الفرصة في أكثر من مناسبة لجلد فاخر، ولتحجيم عمله وطريقة قيادته للمباريات، بل إن أخبارا تتحدث عن كون متولي هو الذي اقترح إسناد مهمة تدريب الفريق مؤقتا للمعد البدني هلال الطاير. عندما خسر الرجاء نهائي كأس العرش أمام الدفاع الجديدي، رفض بودريقة أن يدعم فاخر وتركه وحده يواجه الانتقادات، دون أن يجد فاخر أية مساندة، بل إن بودريقة نفسه خرج ليقول إن أخطاء ارتكبت على مستوى الانتدابات، ثم بدأ في نسج خيوط حملة تستهدف رأس المدرب فاخر، بدل أن يكون الرهان هو جمع الشمل وتصحيح الأخطاء، ومحاولة الانطلاق من جديد. أما الأكثر غرابة فهو أن بودريقة أعطى الضوء الأخضر لمستشاريه مباشرة بعد نهائي الكأس للتفاوض مع المدرب التونسي نبيل معلول لقيادة الفريق بعد مونديال الأندية، قبل أن يسارع بودريقة إلى إقالة فاخر قبل هذا الموعد. لقد أخطأ فاخر في التعامل مع المجموعة التي يتوفر عليها، لكن أخطاء فاخر لا تبرر الاستغناء عنه في هذه الظرفية الصعبة، أما الخطأ الأكبر فهو ما قام به بودريقة الذي أشعل النار في ملعب فاخر، ودخل في مفاوضات مع مدرب آخر، دون أدنى احترام لما قام به فاخر. على الرجاويين، وغير الرجاويين ألا ينسوا أن فاخر أحرز الازدواجية مع الرجاء وأهل الفريق إلى كأس العالم للأندية، بعد أن كان قد أعاده قبل موسمين إلى دور المجموعتين في عصبة الأبطال الإفريقية بعد غياب دام ست سنوات، وعلى هؤلاء أيضا أن يتذكروا أن بودريقة وعد المغاربة وهو ينافس من أجل عضوية في المكتب الجامعي بالحصول على كأس إفريقيا 2015، علما أن المنتخب الوطني لم يتأهل للدور الثاني منذ 2004، ومن يعطي مثل هذه الوعود لاشك أنه منسلخ عن الواقع. الخوف اليوم، أن لا يكون بودريقة الذي يجلس على كرسي رئاسة الرجاء قد تخلص من عقلية المشجع، وأن يكون كمن يبيع الوهم لجمهور الرجاء، فمن يقيل مدربا بهذه الطريقة، لا شك أنه سيقود الفريق إلى عدم الاستقرار، وهو أسوأ ما يمكن أن يعيشه فريق بحجم الرجاء.