نظمت حركة شباب شبكة الفضاء الحر للمواطنة والتكوين والتنمية بالمحمدية، بتنسيق وتعاون مع جمعيات شبابية وفعاليات محلية أخرى، نهاية الأسبوع الماضي، لقاء "آليات الإدماج الايجابي للشباب في الشأن المحلي" بدار الثقافة سيدي محمد بلعربي العلوي بالمحمدية، حضر هذا اللقاء حوالي 120 شبابا وشابة من الطلبة ومختلف التوجهات والهيئات. وتضمن البرنامج العام لأشغال هذا اليوم الدراسي ثلاث مداخلات، تناولت موضوع علاقة الشباب بتدبير الشأن المحلي، انطلاقا من المحاور التالية: أولها بعنوان "الإطار القانوني وأشكال الانتظام من أجل مشاركة فاعلة للشباب في الشأن المحلي" لعضو المكتب المسير للشبكة أحمد بردوحي، حيث ركز في مداخلته على تحديد المقصود بالمشاركة وبالشأن العام ومستويات المشاركة الفاعلة والمواطنة، معتبرا أن الهدف من مشاركة الشباب في تدبير الشأن المحلي، يتمثل، من جهة، في بناء قدرات المؤسسات العاملة مع الشباب وتسهيل مهامها وتحسين الخدمات المقدمة لها، لخلق بيئة آمنة وجاذبة ومحفزة على كافة المستويات. ومن جهة ثانية، في الرفع من مستوى وعي الشباب بأهمية المشاركة الحقيقية والايجابية وتعزيز قدراتهم في الحياة الاجتماعية وإدارة الشأن المحلي بشكل خاص. أما فيما يخص الإطار القانوني، فقد تناول المداخل والآليات القانونية التي يتيحها دستور 2011 والميثاق الجماعي من فرص ونوافذ ينبغي استثمارها بشكل إيجابي لتعزيز وتقوية مشاركة الشباب في تدبير الشأن المحلي. أما المداخلة الثانية، فقد تناول من خلال موضوعها أحمد رزقي، المدير التنفيذي لجمعية الشباب من أجل الشباب "علاقة الشباب بتدبير الشأن المحلي" انطلاقا من أدوات وآليات المشاركة، وقد اعتبر أن الغاية من المشاركة بشكل عام تتجسد في مساهمة المواطنات والمواطنين في ترشيد شمولي للحياة المشتركة وتوجيه مساراتها ومشاريعها وأوضاعها ورهاناتها المستقبلية. كما اعتبر أن المشاركة المواطنة تعد ورشا شبابيا، يقتضي تطوير آليات ومناهج وتقنيات خلاقة ومبتكرة مبنية على كونية وشمولية حقوق الإنسان. وإعطاء نفس جديد للوظائف التأطيرية والتكوينية للمنظمات الشبابية باعتبارها مدارس حقيقية للتنشئة والتربية على قيم المواطنة والديمقراطية ومبادئ الحوار والتسامح والتضامن والعمل الجماعي. كما تطرق لتجربة المجالس المحلية للشباب كفضاءات لبناء ثقافة المشاركة لدى الشباب، من خلال تطوير الممارسات والمدارك العملية المرتبطة بإشراك الشباب. خصوصا ما يرتبط بتوفير فرص الحوار العمومي والتشاور وتقوية القدرات لدى الشباب في مجال الحكامة الجيدة والديمقراطية التشاركية، إضافة لبناء منهجيات وآليات خلاقة في مواكبة الشباب المغربي في مجال الحث على المشاركة واتخاذ القرار، وعلى الخصوص مواكبتهم خلال مسلسل اتخاذ القرار، وتحديد الكيفية للوصول إلى هذا الهدف. أما الفاعل الجمعوي حسن ضفير، فقد اعتبر، في مداخلته حول "مسلسل مرافقة الشباب، أية منهجية وآلية؟" أن مشاركة الشباب في تدبير الشأن المحلي تقتضي فتح حوار بين الشباب، لأن الحديث عن الشباب هو حديث عن التعدد في الرؤى والتصورات، فلكل شاب وشابة رؤية وتصور خاص للمجال، الأمر الذي ينطبق على باقي الفئات. كما تساءل عن الغاية من مشاركة الشباب في تدبير الشأن المحلي، وحددها في كون مشاركة الشباب تمكن من وصول أفكاره والحلول التي يقترحها لمشاكله إلى أصحاب القرار.