أقدمت فتاة حديثة عهد بالزواج، على وضع حد لحياتها ليلة أول أمس، بعدما ألقت بنفسها من شرفة الإقامة التي كانت تقطن بها رفقة زوجها وعائلته. ووفق جيران الهالكة، التي لا يتجاوز عمرها ال 17 سنة، فإن هذه الأخيرة كانت تعيش ضغوطا ومشاكل عائلية مع أقارب الزوج، فيما باشرت المصالح الأمنية بمرتيل تحقيقا في الأمر لمعرفة ملابسات حادث انتحار فتاة في مقتبل العمر وأسبابه. وتصدرت مدينة مرتيل مؤخرا حالات الانتحار في عمالة المضيق –الفنيدق، أغلبها يعود لأسباب عائلية أو شخصية، وآخرها كانت قبل أيام حينما أقدم شاب يبلغ من العمر 27 سنة على شنق نفسه في مدخل باب منزل أحد أقاربه بحي «أحريق بالمدينة الساحلية»، مسجلا ثامن حالة انتحار خلال هذه السنة التي نودعها. وأصبحت هذه الأرقام الملفتة لحالات الانتحار داخل مدينة صغيرة كمرتيل، تثير انتباه الأخصائيين والأطباء النفسانيين، بعضها غالبا ما تكون نهاية لاحتجاج على وضع ما، فيما تعود أسباب الحالات الأخرى لمشاكل عائلية أو مادية أو بسبب الإدمان على المخدرات القوية. فيما تأتي حالات الانتحار لأسباب عاطفية في أسفل القائمة. وفي غياب أرقام ومعطيات رسمية في الموضوع، فإن مرتيل تعرف في السنوات الأخيرة حالة انتحار كل شهرين تقريبا، فيما تبقى المقاربة الإحصائية في هذا الموضوع غير متوفرة ومنعدمة تماما. ويعزو بعض الأخصائيين النفسانيين بعض دوافع الانتحار إلى الأزمات المالية والعلاقة غير المتكافئة بين الأزواج، في حين يقول آخرون إن الإدمان على المخدرات والفقر والبطالة يبقى من أهم أسباب الانتحار. بينما تدفع أسباب أخرى بعض الشبان إلى الإقدام على وضع حد لحياتهم، بعد إصابتهم باكتئاب حاد. وكشفت دراسة أنجزت سابقا بالتعاون بين وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية على عينة من 6000 شخص، أن النساء المغربيات أكثر ميلا للتفكير في الانتحار من الرجال، بنسبة 21 بالمائة، مقابل 12 في المائة للرجال، إذ تتركز دوافعهن على المشاكل العائلية والعاطفية، بينما يندفع الرجال نحو الانتحار لعوامل اقتصادية، كالبطالة والفقر والأزمات المالية الخانقة والإحساس بالدونية والحكرة.