حصلت «المساء» على معطيات جديدة بخصوص الحادث الأخير لتسرب كميات من غاز «الأمونياك» بالمجازر البلدية للدار البيضاء، والذي تسبب في تلويث كميات من الذبائح قدرتها مصادر خاصة بأزيد من 40 ذبيحة، اضطرت معه إدارة الشركة التركية «أنليير المغرب» إلى إتلافها وتعويض أصحابها لاحتواء تداعياتها. وقالت مصادر «المساء» إن الحادث يعتبر الثاني خلال أقل من أسبوعين بعد حادث مماثل تسبب في إتلاف كميات مهمة من الذبائح التي يشتبه في تعرضها للتلويث، فضلا عن تعرض عامل صيانة يدعى فتاح للاختناق، وهو الحادث الذي مورس عليه تعتيم كبير حتى لا تتسرب تفاصيله خارج أسوار المجازر، وهي الحوادث التي تعيد إلى الأذهان ما حدث شهر يونيو من السنة الماضية، حيث اضطرت الشركة إلى إتلاف ما يزيد عن 1200 ذبيحة ملوثة بالأمونياك عبر دفنها في حفرة أعدت لهذه الغاية. حادث التسرب الأخير الذي استدعى تدخل فرق من الشرطة العلمية وعناصر من المختبر العلمي التابع للدرك الملكي، فضلا عن محققين من الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بعد الشكاية التي وضعتها نقابة القصابة، (الحادث) اضطر سلطات الولاية إلى التدخل لدى مسؤولي الشركة التركية، إذ تم عقد لقاء –يوم الجمعة ما قبل الماضي - ترأسه خالد سفير، الوالي الجديد للمدينة، وتم خلاله التنصيص على ضرورة الحد من التسربات التي تحدث في أجهزة التبريد، فضلا عن إصلاح المحرقة المتوقفة منذ مدة. وقالت مصادر «المساء» إن الوالي اقترح على الشركة التركية التكفل بعمليات الإصلاح على أساس أن يتم توقيع بروتوكول اتفاق في هذا الصدد، لكن المسؤولين الأتراك عبروا عن رفضهم لهذا المقترح بمبرر أنه غير متضمن في دفتر التحملات الذي حازت على أساسه الشركة تدبير المجازر شهر ماي 2008. بل أكثر من ذلك حاولوا الضغط في اتجاه تمكينها من تمديد عقد تدبيرها لهذه المجازر مقابل الالتزام بإجراء الإصلاحات الضرورية.