كشف سعيد بوجعدية، واحد من المغاربة الذين مروا من معتقل غوانتنامو والموجود حاليا رهن الاعتقال بسجن الزاكي بسلا، عن معطيات تنشر لأول مرة حول قصة اعتقاله على الحدود الباكستانية الأفغانية من طرف مليشيات أفغانية قبل بيعه، رفقة سالم حمدان سائق أسامة بلادن، إلى الجنود الأمريكيين. وروى بوجعدية ل«المساء» كيف أنه نجا بأعجوبة من موت محقق بعد أن أطلق عليه عملاء من المليشيات الأفغانية الموالية للقوات الأمريكية النار وهو داخل سيارة، رفقة اثنين من العرب صادفهما في الطريق بقرية أفغانية تدعى «تختبول»، عندما كان يريد التسلل إلى الأراضي الباكستانية بعد أربعة أشهر من الهجوم الأمريكي على أفغانستان قبل 8 سنوات. وقال بوجعدية إنه حاول الفرار بعد أن تعرضت السيارة التي كانت تقلهم إلى وابل من الرصاص، حيث أصيب في وركه وكتفه بجروح، لكن المليشيات الأفغانية تمكنت من أسره، فيما قتل مرافقاه أحدهما مواطن مصري والآخر لم يعد يتذكر هويته، لأن الانتماءات في أفغانستان، حسب قوله، تتوارى إلى الخلف ليبقى الانتماء المشترك بين الجميع هو الدين ولا شيء غير الدين. وتم الاحتفاظ ببوجعدية بعد اعتقاله على الحدود الباكستانية الأفغانية بسجن جبلي بشمال أفغانستان بعد أن تم ربطه بأسير آخر كان قد اعتقل في وقت سابق ب3 أقفال وسلاسل جرت العادة على أن تخصص لعقال الحيوانات. والمثير في هذه القضية أن بوجعدية ظل مربوطا بهذا الأسير وكان يعتقد أنه مواطن يمني عادي كان يشتغل في جمعية خيرية بأفغانسان تدعى «الوفاء»، حسب ما أسر له به، لكن بعد مرور خمسة أيام وهما مكبلان بالسلاسل في شكل جسد واحد، فوجئ بوجعدية بأن رفيقه في السجن ليس إلا سائق أسامة بلادن بعد حضور جنود أمريكيين مزودين بمعلومات من مسؤولين في اليمن تؤكد أن «الأسير صيد ثمين» بالنسبة إلى الأمريكيين. «وهنا، يقول بوجعدية، أحسست بأن ملفي سيتخذ بعدا آخر، خاصة بعد أن أخذ الأمريكيون يتحدثون عن وجود صواريخ داخل السيارة التي كانت تقلني وطلبوا مني أن أكون واحدا من الشهود إذا ما أردت النجاة بنفسي»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الأمريكيين، ومباشرة بعد أن تاكدوا من هوية سالم حمدان، قاموا بعزلهما عن بعضهما البعض قبل أن يتم ترحليهما وهما في صناديق خشبية إلى سجن آخر هو سجن «باغرون» الذي قضيا فيه أكثر من 15 يوما ومنه إلى سجن آخر، بقندهار قبل أن يتم ترحليهما مع مئات المعتقلين، إلى السجن الرهيب «غوانتنامو». ويكشف بوجعدية كيف أنه كان يرفض العودة إلى المغرب عندما كان أسيرا في سجن غوانتنامو خاصة بعد أن زاره في هذا السجن محققون مغاربة أكثر من 3 مرات لا لكي يطمئنوا على حالته الصحية ومدى احترام الأمريكيين لحقوق السجناء وإنما ليطلبوا منه أن يتعاون معهم بعد العودة إلى الوطن. وقال بوجعدية في هذا السياق: «أعترف بأني كنت أفكر في طلب اللجوء السياسي إلى أي بلد آخر إلا أن أعود إلى بلدي» و«السب، يضيف بوجعدية، أني كنت أخشى أن أتعرض إلى التعذيب خاصة وأني كنت أسمع وأنا في غوانتنامو عن حالات تعذيب في السجون المغربية». وكانت السلطات المغربية قد تسلمت سعيد بوجعدية (40 عاما) يوم عيد ميلاده من السلطات الأمريكية بعد أن قضى قرابة 7 سنوات في معتقل غوانتانامو، قبل أن يصدر القضاء في حقه حكما ب10 سنوات سجنا نافذا في محاكمة قال عنها بوجعدية إنها ظالمة، لأنه لو كان مجرما لما سلمته أمريكا إلى المغرب.