أفادت مصادر مطلعة أن وزارة الداخلية المغربية اتفقت مع نظيرتها الإسبانية بالسماح لعناصر أمن هذه الأخيرة بكل من سبتة ومليلية بالتغلغل داخل التراب المغربي، بل والسماح لهم بالتواجد داخل مفوضيتين أمنيتين، وهو تنسيق أمني غير مسبوق بين المغرب وإسبانيا سيسمح لعناصر الأمن الإسباني بالعمل من داخل مفوضيات أمنية مغربية، في إطار ما أطلق عليه «المفوضيات الأمنية المشتركة»، وذلك بهدف إشعار الشرطة الإسبانية بتوجه المهاجرين الأفارقة إلى النقط الحدودية للتسلل إلى داخل المدينتين سبتة ومليلية، حتى يتسنى لها التصدي لهم، وتعزيز المنافذ الحدودية والساحلية بعناصر أمنية كبيرة لإحباط محاولاتهم. وأضافت مصادرنا أن الاتفاق الأمني بين المغرب وإسبانيا وجاء أياما بعد زيارة المدير العام للأمن الوطني بوشعب ارميل لإسبانيا، للمشاركة في الندوة المغربية-الإسبانية الأولى حول الأمن، التي حملت شعار «تحديات جديدة: مزيد من التعاون»، مضيفة بأن ذلك التعاون الأمني شكل أيضا السماح لعناصر الأمن المغربية من التواجد داخل المنطقة العازلة الفاصلة بين حدودي مليلية، أو بين النقطة الحدودية «باب سبتة» و«ناراخال»، وهما المنطقتان اللتان كان يصعب فيهما على عناصر أمن الدولتين توقيف عناصر أو مهاجرين غير شرعيين يتواجدون بهما. من جهتها وصفت يومية «الكونفيدينسيال»، المقربة من الدوائر الأمنية، في عددها ليوم أمس الأحد أن هذا التعاون والتنسيق الأمني الكبير، تم بسبب المحاولات المتعددة الأخيرة للمهاجرين الأفارقة غير الشرعيين في التسلل واختراق النقطتين الحدوديتين عنوة عبر مجموعات كبيرة، آخرها قبل أربعة أيام بكل من معبر باب سبتة أو عبر السياج الحدودي الشائك الفاصل بين مليلية وبني أنصار. وكان المدير العام بوشعيب ارميل، قد كشف خلال افتتاح الندوة المغربية-الإسبانية الأولى حول الأمن المنعقدة بمدينة قرطبة، أن «التعاون المثمر والجهود المحمودة» التي تبذلها الأجهزة الأمنية المغربية والإسبانية، أعطت «نتائج إيجابية» في التصدي لعدة أنواع من الجرائم التي تهدد البلدين. وأكد أن نجاح التعاون الأمني بين البلدين، يرجع بالأساس إلى «الفعالية والثقة والصدق»، التي تطبع الأنشطة الثنائية، وكذا، «الأنشطة المستقبلية المستهدفة»، مبرزا أن تلك الندوة الأمنية تشكل أيضا فرصة لتعزيز التعاون الثنائي، في مجال مكافحة أشكال الجريمة «التي تهدد أمن وسلامة البلدين خاصة الإرهاب بكل أشكاله، والهجرة غير الشرعية، والاتجار في البشر الذي تمارسه شبكات المافيا.