مع انطلاق موسم جني الزيتون، وعودة معاصر الزيتون إلى رمي المرجان في الوديان والأنهار ومناطق صالحة للزراعة وتربية المواشي، تعود، من جديد، شكايات المواطنين وحماة البيئة إلى الواجهة بإقليم تاونات، أكبر معاقل إنتاج الزيتون في المغرب والتي لا زالت معاصر الزيتون بها تشتغل بطرق توصف بالعشوائية، دون أن تسفر تحركات السلطات المحلية عن «زعزعة» أصحاب المطاحن عن «غيهم»، كما يقول المواطنون. وكان عامل إقليم تاونات قد قام بزيارة ميدانية، يوم الثلاثاء الماضي، إلى مزارع فلاحية بباشوية تاونات، ووقف، طبقا للمصادر، على الكوارث التي تسببت فيها كميات كبيرة من المرجان توجه مباشرة نحو المزارع والوديان، دون أي اكتراث بمضاعفات هذه المادة التي تقدم على أنها يمكن أن تتسبب في نفوق المواشي، والإضرار بخصوبة التربة، والنيل من الفرشات المائية. وتعمد السلطات المحلية إبان كل موسم لجني الزيتون إلى إصدار قرارات تهدد فيها أصحاب هذه المعاصر بإغلاق محلاتهم، في حال تماديهم في «سياسة» الاستغلال العشوائي للمطاحن، ولجوئهم إلى التخلص من مادة المرجان بالطرق السهلة، بما يؤدي إلى إلحاق الأضرار بالبيئة والمواطنين، بينما تمكنهم الحلول السهلة من مراكمة الثروات وجني مزيد من الأرباح. وبرز ضمن الأسماء التي سبق أن شملتها قرارات التهديد بالإغلاق، سابقا، «عائلات سياسية» ذات وزن كبير في المنطقة. وقالت المصادر إن لون المياه التي تجري في عدد من الوديان، وتعتبر أساسية بالنسبة إلى المواطنين والمواشي، قبل أن تصب في سدود المنطقة، أصبحت ملوثة وتغير لونها، كما تغير مذاقها، في وقت لم تستطع السلطات أن تتخذ إجراءات حازمة للحد من هذه الظاهرة التي تزداد حدتها في كل موسم فلاحي جديد. وتقترح السلطات المحلية على أصحاب المعاصر إحداث صهاريج كبيرة للتخلص من مادة المرجان، قبل التخلص منها في أحواض شيدت خصيصا لهذا الغرض. لكن عددا من أصحاب المعاصر فضلوا «التنصل» من التزامات سابقة، وعادوا، من جديد، إلى التخلص من هذه المادة بطرق سهلة وملتوية، منها التخلص من المادة عبر قنوات الصرف الصحي، ما يفرض على السلطات، يورد المواطنون، اتخاذ إجراءات زجرية ضد كل المخالفين، مهما علت أسماؤهم في عالم السياسة، ومهما كانت علاقات النفوذ التي يتمسكون بالتغني بها، ومهما بلغت أرصدتهم في الأبناك.