حذر خبراء وأساتذة من المخاطر البيئية التي تسببها النفايات التي تفرزها معاصر الزيتون، مطالبين بتشكيل لجنة إقليمية لحماية البيئة من التلوث الناتج عن التخلص العشوائي من هذه النفايات بإقليم وزان، زيادة على تكثيف المراقبة البيئية والحث على احترام دفاتر التحملات. وبحسب مصادر جمعوية فإن الخبراء الذين شاركوا في اليوم الدراسي الذي عقدت أشغاله بحر الأسبوع المنصرم بمقر عمالة وزان، قدموا دراسة وصفت ب"الهامة"، إذ خلصت إلى أن ما يلحق البيئة من تلوث بسبب نفايات مرج الزيتون التي تخلفها المعاصر لم يعد يقبل السكوت عنه، وأن الوضعية بالإقليم مرشحة لكارثة بيئية، خصوصا وأن الوحدات الإنتاجية العصرية تزحف سنويا على المعاصر التقليدية، بحيث أشاروا إلى أن آخر الأرقام تفيد بأن الإقليم يتوفر على قرابة 300 معصرة تقليدية وعصرية، وأن كمية الزيتون التي يتم سحقها تتجاوز 100 ألف طن، ثلثها يسحق بمدينة وزان. كما أشار الخبراء بأن الكمية المشار إليها تخلف أزيد من 32 ألف متر مكعب من مادة مرج الزيتون الذي ينفرد -على حد تعبيرهم- بقدرة ملوثة عالية، لهذا فقد دقوا ناقوس الخطر، محذرين من الكوارث التي يمكن أن يخلفها مرج الزيتون، خاصة وأن 15 في المائة من مادة المرجان التي تتخلص منها الوحدات الإنتاجية يلقى بها مباشرة في شبكة التطهير، أو ترمى مباشرة في الأنهار التي تصب في السدود المجاورة أو تفرغ في التربة ... وقدمت الدراسة معلومات علمية تفيد بأن من بين انعكاسات التخلص العشوائي من هذا النوع من النفايات، انبعاث الغازات السامة، وانقراض الكائنات البكتيرية، وتلوث المياه الجوفية، وجفاف النباتات... ولكي لا تتوسع رقعة التلوث الناتج عن مادة المرجان التي تخلفها وحدات إنتاج زيت الزيتون، التي تعتبر العمود الفقري لتحريك عجلة اقتصاد المنطقة، فقد عرف المشاركون في اليوم الدراسي بالعديد من آليات الدعم المالي والتقني التي توفرهما الدولة، وتضعهما رهن إشارة المهنيين من أجل تطوير وتحسين إنتاج الزيتون من دون إلحاق الأضرار بالبيئة. وقد طالب المشاركون بتفعيل القوانين ذات الصلة بالموضوع، وإدماج إشكالية المرجان في المخططات الإقليمية.