مازال قرار إقالة المدرب امحمد فاخر من مهمة تدريبه لفريق الرجاء يثير الكثير من الجدل، خصوصا وأن التوقيت الذي جاءت فيه الإقالة لم يكن ملائما بالمرة، فالفريق لم تكن تفصله عن مقدمة الترتيب إلا ثلاث نقاط، كما أنه مقبل على المشاركة في كأس العالم للأندية بعد عشرة أيام. وإذا كان لقرار إقالة فاخر من حسنة، فهو أنه كشف كيف أن بعض مسيري الرجاء يتلاعبون بالجمهور، وبالمتتبعين، وأنهم «بلا حيا بلا حشمة» يروجون للمغالطات، بل والأكاذيب في بعض الأحيان. رئيس الرجاء محمد بودريقة، الذي حاول أن يمسح قرار التعاقد مع نبيل معلول في كل من المشرف العام حسن حرمة الله والمستشار التقني صلاح الدين بصير، وأيضا عضو المكتب المسير مصطفى دحنان، كشف في تصريحات لقناة «الجزيرة الرياضية» أنه فاوض نبيل معلول قبل شهرين، وعرض عليه قيادة الفريق، على الرغم من أن بودريقة يعرف أن فاخر مازال مرتبطا بعقد مع الفريق يمتد إلى نهاية الموسم الحالي. لقد فاوض بودريقة نفسه، وفاوض مدربا في «النوار»، تماما كما يفعل بعض المنعشين العقاريين، ثم بعد أن يتعاقد معه يأتي ويقول إن لجنة هي التي اختارته. لذلك، على صلاح الدين بصير المستشار التقني للرجاء، ألا يقبل بأن يأكل أي كان الثوم بفمه، حتى لا يكرر سيناريو نور الدين النيبت مع جامعة الفاسي الفهري، وعليه أن ينتفض وأن يوضح للرأي العام قبل فوات الآوان، أن بودريقة هو من اختار معلول، وعلى حسن حرمة الله أيضا أن يكشف الحقيقة، وأن يقول «اللهم إن هذا منكر»، بدل أن يتحول إلى أطرش في الزفة، ويدخل قائمة المدربين الذين يتلاعب بهم المسيرون وأشباه المسيرين. سمير شوقي الناطق الرسمي للرجاء، لم يتردد هو الآخر وقبل انطلاق مباراة فريقه أمام الدفاع الجديدي يوم الخميس الماصي، في الاتصال بمحطة «راديو مارس» الإذاعية، ليفند الأخبار التي تتحدث عن رحيل فاخر، وليؤكد أن المكتب المسير يثق في عمله، بل إنه اعتبر مثل هذا الحديث بأنه مغرض وهدفه زعزعة استقرار الرجاء. في المحصلة النهائية، أقيل فاخر في اليوم نفسه، وتحول الناطق الرسمي إلى مروج للمغالطات، خصوصا أنه سيخرج بعد ذلك ليقول إن قرار إقالة فاخر كان ضروريا، لأن الأجواء لم تكن ملائمة، وأن لاعلاقة له بهزيمة الفريق أمام الدفاع الجديدي. إنها الطريقة الجديدة لتسيير فريق عريق بحجم الرجاء، بدل أن يكون الوضوح هو سمتها، فإن قلب الحقائق وترويج المغالطات، والضرب تحت الحزام هو خطها التحريري.