لم يغضب قرار اعتقال شيخ قروي ببلدة غفساي بإقليم تاونات، نهاية الأسبوع الماضي، بتهمة زراعة القنب الهندي في حقول تابعة لأسرته، أعوان السلطة في المنطقة فقط، بل امتد الغضب إلى قياديين في حزب الاستقلال، سبق لهم أن أبدوا مطالب بشأن «تقنين» زراعة «الكيف» في المغرب. واستغربت البرلمانية الاستقلالية، كنزة الغالي، من اعتقال هذا الشيخ المسن في مقر العمل، على خلفية شكاية مجهولة يرجح أنها تعود لسنة 2009. وقالت في رسالة «غضب» مفتوحة موجهة إلى رئيس الحكومة، إن كل الأسر، عدا النزر القليل منها، تتعاطى لزراعة الكيف، وفي كل الحقول تصل قامته إلى طول الإنسان، وتخترق رائحته الخياشيم التي تصل كل البيوت وتتحدى الجغرافية بعيدا، على مرأى ومسمع من الجميع، من سلطات ودرك في مناطق كتامة وغفساي وغيرها من مناطق الشمال المعروفة بزراعة القنب الهندي. وهددت النائبة البرلمانية والقيادية في حزب الاستقلال بتشكيل لجنة تنسيقية في هذه المناطق تحث كل السكان ليسلموا أنفسهم لمراكز الدرك الملكي، توفيرا لكل مجهود قد يبذل، «فقط هيئوا سجونكم لاستقبالهم بالآلاف الحاشدة، ولتتكفلوا بإعالة الباقين في البيوت من نساء وأطفال وشيوخ»، تضيف البرلمانية الغالي. وقالت البرلمانية الغالي إن المئات من الفلاحين البسطاء لجؤوا إلى لزراعة القنب الهندي، لأنه شكل مصدر عيشهم الوحيد، في ظل غياب تام لإستراتيجية تنموية حقيقية. ودعت القيادة في حزب الاستقلال إلى تقنين زراعة القنب الهندي، أو إيجاد بديل حقيقي للتنمية. وأشارت الدكتوراه كنزة الغالي بأن تقنين زراعة الكيف سيؤدي إلى استغلاله في الصناعات الطبية، وغيرها، كما أنه سيؤدي إلى حماية الفلاحين البسطاء من أباطرة المخدرات الذين يسرقون مجهودهم ويشترون المنتوج الفلاحي بثمن بخس ليتاجروا هم فيه بالملايير كمخدر سام.