مرة أخرى، تتصدر رشيدة داتي أخبار صحف الناس وحياة السياسيين والشخصيات العمومية في فرنسا. يوم الثلاثاء الماضي، وبينما كانت وزيرة العدل الفرنسية، من أصل مغربي، تتحدث مع زملائها في الحزب الحاكم، الاتحاد من أجل حركة شعبية، أخرجت جهاز البلاكبوري من جيبها لتطلعهم على صورة رضيعتها زهرة، المحمية بقانون منع نشر الصور من دون إذن أصحابها. لكن رشيدة نسيت أن عدسات المصورين لا تفارقها؛ فكان أن التقط أحدهم صورة الصغيرة زهرة وأرسلها في الحين إلى صحيفة «غالا»، التي تهتم بأخبار الناس والمجتمع. الصحيفة اندفعت وراء السبق الصحفي، فنشرت الصورة على موقعها الإلكتروني ساعات بعد التقاطها، حسب ما ذكرته صحيفتا «لوبوان» و«لوباريزيان». لكن بمجرد أن علمت الوزيرة رشيدة بالخبر، طلبت من محاميها أن يتخذ الإجراءات القانونية لسحب الصورة تحت طائلة متابعة الصحيفة أمام القضاء. وتداركا لأي طارئ، اتصل المحامي بعدد من هيئات التحرير في الصحف المهتمة بأخبار الناس والمشاهير لمنعها من نشر الصورة في حال حصولها عليها، بل ذكرت مصادر إعلامية أن المحامي توعد هيئات التحرير بمحاكمة القرن إن هي أقدمت على نشر الصورة. وأمام هذا التهديد، سحبت صحيفة «غالا» الصورة من موقعها. القضية لم تتوقف عند هذا الحد، بل سارعت بعض الصحف إلى اعتبار أن ما قامت به رشيدة داتي، من خلال محاميها، يتجاوز حقها القانوني. فقد كشفت أن الصورة موضوع الجدال سُحبت من جميع قواعد المعطيات بوكالات الصور، التي حصلت عليها، بما فيها الوكالات المحترمة التي لا تعتمد على صور الباباراتزي. وهو ما اعتبرته بعض الصحف تجاوزا قانونيا اعتبارا لكون رشيدة كشفت عن صورة طفلتها في مكان عمومي، أي في مجلس النواب بمقر الجمعية العامة الفرنسية؛ واعتبارا، أيضا، لكون الصورة التقطت بعد مجهود خاص من المصور، أي أن تركيزه كان على شاشة البلاكبوري وليس على الطفلة. اعتمادا على هذين المعطيين، اعتبرت تلك الصحف أن تجاوز قانون احترام الصورة والحياة الخاصة منتف في هذه الواقعة. على إثر ذلك، اعتبرت صحف فرنسية أن رشيدة داتي لها الحق في ممارسة ضغطها على هيئات التحرير لسحب صورة طفلتها تحت التهديد. وطرحت سؤال: من يقدر على مقاومة الأهواء الشخصية للوزيرة؟ من جهة أخرى، نفى محامي رشيدة داتي أن يكون هدد بعض الصحف بمتابعتها أمام القضاء، وبأن متابعتها ستكون قاسية. إلا أنه أقر بأنه ذكَّرها بالقانون الذي يضمن للأشخاص حق حماية الصورة والحياة الخاصة. وعند مجابهته بكون رشيدة داتي كانت توجد في مكان عمومي، رد المحامي بأن الأمر لا يتعلق برشيدة داتي بل بطفلتها، وهو ما يعني، حسب المحامي، أن في النازلة تلصصاً على الحياة الخاصة للأفراد. وفي ما يتعلق بطلبه من وكالات الصور والصحف سحب الصورة من قاعدة معطياتها، أجاب المحامي بأنه كان يريد تحذيرها من مغبة نشر الصورة، مذكرا بأن حق الصورة يضمنه القانون للرضع أيضا. يذكر أن رشيدة داتي كانت موضوعا لتعاليق صحافية كثيرة في عدد من المرات. إلا أن الموضوع الذي مازال يثير شهية الصحافة الفرنسية هو معرفة هوية أب الطفلة زهرة، الذي تتكتم عليه الأم، فضلا عن حرصها الكبير على عدم كشف صورة زهرة للصحافة رغم الطلبات الكثيرة التي تتلقاها في الموضوع.