لم تسلم رشيدة داتي، وزيرة العدل الفرنسية من أصل مغربي، من رسائل التهديد التي توصل بها، في الأيام الأخيرة، الرئيس ساركوزي وعدد من منتخبي حزب الرئيس، الاتحاد من أجل حركة شعبية، والوزير الأول الأسبق “ألان جيبي”. أخبار نشرت مساء أول أمس في الصحافة الفرنسية أكدت أن داتي كانت ضمن الأسماء الأخيرة التي طالها التهديد إلى جانب وزيرة الدفاع “ميشيل أليوت ماري”. إذ توصلتا برسالة من مجهول تتضمن تهديدا بالقتل وتحمل في داخلها رصاصة من عيار9 أو 38 مم. وأكدت وزارة الداخلية الفرنسية أن الرسالة توصلت بهما الوزيرتان يوم 26 أو 27 فبراير، أي في الفترة نفسها التي توصل فيها عمدة مدينة لاكانورغ، جاك بلان، برسالة التهديد بينما توصل «ألان جيبي»، عمدة بوردو حاليا برسالة مماثلة يوم الإثنين 2 مارس. وفي الحالتين الأخيرتين حملت رسالتا التهديد رصاصة من عيار 9 مم. وكان أول السياسيين الفرنسيين في حزب الرئيس، الذين توصلوا برسائل التهديد هو “رايمون كوديرك”، عمدة مدينة “بيزيي”، إلا أن الرصاصة التي كانت من نصيبه كانت من عيار 38 مم. أما نص الرسائل، فظل واحدا لا يتغير وتضمن سبابا وتهديدا بالموت وترددت فيه نفس الأسماء: الرئيس ساركوزي، والوزيرتان ميشيل أليوت ماري، ورشيدة داتي، وألان جيبي وجاك بلان. وبينما تأكد توصل الوزراء برسائل التهديد، ظل خبر توصل ساركوزي برسالة مماثلة غير مؤكد إلى حدود مساء أول أمس الثلاثاء، إذ أقر الإليزي بذلك بعدما ظل ينفيه، فتأكد أن رسالة الرئيس توصل بها يوم 26 فبراير. وقد انضافت إلى لائحة المهددين وزيرة الثقافة كريستين ألبانيل. على إثر رسالة التهديد التي توصل بها ألان جيبي، صرح للصحافيين بأنه لم يتأثر بالأمر، وأن صلاحية تحليل الأشياء تعود إلى الشرطة واتخاذ التدابير المناسبة. وتحمل رسائل التهديد كلها عنوانا واحدا هو «رسالة وحيدة للجميع» وعبارات تتكرر من قبيل «لستم إلا أمواتا مع وقف التنفيذ» و«تعتقدون أنكم تتحكمون في حياتنا؛ لا أبدا، فنحن من يتحكم في حياتكم وحياة عائلاتكم وأصدقائكم». وكشفت النيابة العامة في باريس، حسب وكالة الأنباء الفرنسية، أن التهديدات محررة على ورق أبيض بدون أي إشارة ولا علامة مميزة أو توقيع؛ ووضحت أنها تضمنت كلاما “متقطعا”. كما أمكن لصحافي من الوكالة المذكورة الإطلاع على فحوى إحدى الرسائل وذكر أنها تتضمن العديد من الأخطاء النحوية والسباب والقذف، بينما أكدت مصادر إعلامية أن الرسائل تنتهي بعبارة “10 آلاف مقاوم” وعبارة «الخلية (أو الزنزانة 34) وعبارات أخرى مبهمة إلا أنها تنتمي للقاموس العسكري. كما جاء في رسائل التهديد عبارة مرقونة تقول “لا داعي للبحث عني، فأنا أستعمل آليات مستعملة، لن تعثروا علي أبدا». وقد فتحت مصالح شرطة مكافحة الإرهاب بباريس بحثا تمهيديا في الموضوع، وركزت على الرسائل التي توصلت بها رشيدة داتي وميشيل أليوت ماري وكريستين ألبانيل، فضلا عن عمدة بوردو والوزير الأول الأسبق آلان جيبي. في هذا الإطار تجندت أربع مصالح أمنية للتحقيق، فيما تبين أن بعض الرسائل أُرسلت من مدن مونبوليي وبوردو وبيداريو.