نشرت مؤخرا في بريطانيا دراسة جد مهمة حول أربع حميات مختلفة، حيث وضع الدكتور «جورج براي» مشاركات في حميات إما مرتفعة أو منخفضة الدهون، وحميات بروتين أو كربوهيدرات، وتتبعهم لمدة سنتين كاملتين. ومن المدهش أن المشاركات جميعهن فقدن الوزن بمعدل متساو تقريبا، إضافة إلى أنهن استطعن الحفاظ على وزنهن الجديد؛ وقد كان السبب الرئيسي في هذا الإنجاز هو التقيد بالسعرات الحرارية المحددة للمشاركات. وقد جربت المشاركات أيضا مستويات متساوية تقريبا من الجوع، والشبع، ومن العزوف عن الحمية والإحساس بالحنين إلى الأكلات السريعة، ثم الإحساس بالارتياح تجاه حمياتهن الغذائية، وذلك طيلة مدة التجربة، مما يدل على أن الحكمة التقليدية القديمة التي تقول «إنك كلما أكلت أقل وأحرقت أكثر نسبة من الدهون، إلا وفقدت الوزن بشكل أكبر»، هي حكمة جيدة وصحيحة! لكن الأمر أكثر تعقيدا من ذلك: فقد حصلت المشاركات أيضا على نظام غذائي ونصائح حول الحمية مرتين إلى ثلاث مرات في الشهر، وأيضا على ممارسة معتدلة للرياضة لمدة 90 دقيقة كل أسبوع، حيث تمسكن بحميات تتطابق مع أساليب حياتهن من ناحية نوعية الأكل الذي اعتدن شراءه والسعرات الحرارية. لذلك خسرت المشاركات في المتوسط 13 باوندز، أي ما يعادل 5 إلى 6 كيلوجرامات، بعد ستة أشهر فقط من بداية الحمية. إن نتائج هذه الدراسة جد مشجعة للنساء اللواتي تردن إنقاص وزنهن، وهذا يعني أنه يمكنك اختيار الحمية التي تناسبك وتناسب أسلوب حياتك، ويمكنك ممارسة الرياضة بطريقة غير مكثفة، تليق بمستواك الجسدي وقدرتك على التحمل، لتحصلي على المستوى المطلوب، وتنجحي في تحقيق حميتك الغذائية. وكما صرح الدكتور «براي» في بيان صحفي: «الجديد في هذا البحث هو أن النساء اللواتي يحتجن إلى فقدان الوزن، يمكن أن يكن مرنات في اختيار النهج الذي يقدرن على التشبث به، والاستمرار عليه لأطول مدة ممكنة، ويمكنهن اختيار الطريقة الأنسب لمتطلباتهن الشخصية وحاجياتهن الصحية.» كما تعرض هذه النتائج نقطة هامة، وهي أن الإجهاد المستمر يبطل فعالية الحمية الغذائية، ويجب اتخاذ خطوات لتجنب ذلك، إذا كنت تبحثين عن وزن أقل والظهور بشكل مناسب، كالراحة النفسية، وتجنب الأشياء التي تثير أعصابك، وتعويضها بهوايات تجعلين منها متنفسك اليومي. وذلك لأننا عندما نجهد ونتوتر، يقدم الكثير منا على تناول المزيد من السكاكر والأغذية ذات السعرات الحرارية العالية، بل إننا في كثير من الأحيان نأكل الطعام أكثر من المعتاد، ودون الشعور بالجوع، فقط لملء فراغ، أو للشعور بشكل أفضل.