فضيحة جديدة تواجه وزارة الصحة، حيث كشفت مصادر مطلعة أن سكان جماعة باب برد، التابعة لإقليم الشاون، يضطرون إلى إشعال الشموع في المستوصف الوحيد المتواجد بالمنطقة. وأضافت مصادرنا أن «الذي يريد زيارة المستوصف بات لزاما عليه أن يشتري الشموع في ظل الانقطاع المتكرر لشبكة الكهرباء»، موضحة في هذا السياق «أن الانقطاع الذي كان يحدث في فصل الصيف قد أصبح الآن يشمل فصل الشتاء أيضا». وقالت مصادرنا إن الأغرب من كل ذلك هو أن «بعض النساء اللواتي يرافقن الأمهات الحوامل يستعملن الشموع أثناء عمليات الولادة، في غياب الإنارة بالمستوصف»، مؤكدة أن «الكثير من النساء وضعن أجنتهن تحت الضوء الخافت للشموع في المركز الصحي دون أن تكلف السلطات الصحية نفسها عناء البحث عن حلول عاجلة لمشكل انقطاع الكهرباء». وأشارت المصادر نفسها إلى أن «انقطاع شبكة الكهرباء عن المستوصف يؤدي إلى تعطل عمل الأجهزة الضرورية لعلاج المواطنين، وكثيرا ما اضطروا إلى الذهاب إلى مدينة الشاون لتلقي العلاجات الضرورية». في السياق نفسه، أبرزت مصادرنا أنه «ينضاف إلى هذه المشاكل التي يعاني منها المركز الصحي مشكل انقطاع شبكة الماء الصالح للشرب، مما يؤدي إلى انتشار روائح كريهة داخل المستوصف يكون معها العمل والاستشفاء في بعض الأحيان مستحيلاّ»، مشددة على «أن السكان قدموا شكايات كثيرة في الموضوع، بل في كل مرة يلجؤون فيها إلى اقتناء الشموع ينبهون السلطات إلى خطورة الوضع الصحي بالمنطقة، لكنها لم تتدخل يوما من أجل حل المشكل». وفي الوقت الذي تعذر فيه الاتصال بالمندوبية الإقليمية للصحة بالشاون، قال بعض السكان في تصريحات متطابقة للجريدة إن «المهين في الأمر هو أن تلد نساؤنا تحت ضوء الشموع، هذا عار كبير، ما الذي يمنع السلطات الصحية من التدخل في مشكل بسيط جدا، نحن لا نريد أن نتحدث عن المشاكل الأخرى المتمثلة في غياب الأطر الصحية الكافية وضعف الخدمات، نحن نريد فقط الإنارة، يا عباد الله بغينا الضو»، مؤكدين أن «كرامة المواطن تهان في باب برد في مجال الصحة، ونحن نطالب السيد العامل بالتدخل». إلى ذلك، قال عبد الله الجوط، المستشار الجماعي بجماعة باب برد إن «مشاكل الإنارة تبقى غير مهمة إذا تحدثنا عن انتشار الزبونية والمحسوبية في تقديم الخدمات الصحية، ولابد أن أتساءل هنا عن غياب المحاسبة من طرف السلطات الصحية في الإقليم، وكيف تترك نساء يلدن مواليدهن تحت الشموع».