- بادر المغرب إلى قطع علاقاته الدبيلوماسية مع إيران في الوقت الذي كنت فيه ضمن وفد برلماني إلى طهران. ما هو تعليقك على هذا الحدث؟ < أولا، من حق كل بلد أن يربط علاقات مع بلد آخر أو يقطعها، حسب ما تقتضيه مصالحه الوطنية، غير أننا نؤمن بأن مصلحة بلداننا العربية والإسلامية هي أن تتعاون في أفق وحدة طال انتظارها بدل هذه الفرقة التي لا مبرر لها، والتي ليس لها من سبب إلا أهواء الحكام، التي تتناقض تماما مع تطلعات الشعوب. أما بخصوص العلاقة المغربية الإيرانية، فإنه لم يكن هناك سبب واضح يمكن تقييمه للقول إن هذه العلاقات تستحق أن تقطع، وبالتالي يصعب تقييم الأسباب الكامنة وراء ما آلت إليه العلاقات المغربية الإيرانية، خصوصا أن الأمر يتعلق بتعابير قد تكون غير لائقة من هنا أو هناك. أملي ألا يكون هذا الوضع في العلاقة المغربية الإيرانية سوى سحابة صيف عابرة لتعود إلى حالتها الطبيعية لما فيه مصلحة البلدين. - هناك من ربط موقف قطع العلاقات مع إيران بوجود رسالة أخرى لدى السلطات المغربية تريد أن تبعث بها إلى أطراف داخلية، ومنها حزبكم لتبقى هناك مسافة فاصلة مع إيران وفكرها الشيعي. ما هو ردك؟ < لا أعتقد أن العلاقة المغربية الإيرانية تعرضت إلى ما تعرضت إليه بسببنا، خاصة أن علاقتنا بالدولة ليست سيئة إلى الحد الذي يمكن أن تصبح محددة للعلاقة بين المغرب وإيران، ثم إننا لم نكن الوفد الوحيد الذي سافر إلى طهران في الأيام الأخيرة. لقد كان هناك مؤتمران متزامنان: المؤتمر الأول هو مؤتمر وزراء الصحة للدول الإسلامية، وقد حضره وفد مغربي برئاسة موظف سام، فيما المؤتمر الثاني المتعلق بالقضية الفلسطينية حضرته البرلمانية سعيد السعدي من الاتحاد الاشتراكي، إضافة إلى المحامي خالد السفياني والفنان رشيد غلام. - حركة التوحيد والإصلاح المقربة من حزبكم أصدرت بيانا ثمنت فيه خطوات حماية المذهب السني. هل أصبح الفكر الشيعي فعلا يشكل خطرا على الوحدة المذهبية السنية في المغرب؟ < ليست لدي معطيات حول هذا الموضوع. ودعنى أقول لك إنه سيكون أمرا سيئا وغير مقبول إذا كان هناك دور للسفارة الإيرانية في الدعوة إلى التشيع، لكن أعتقد أن إيران إذا أرادت أن تقوم بهذا الدور السيء، فهي ليست في حاجة إلى سفارة. إذ إن وسائل الاتصال الحديثة تسهل المهمة على من يريد أن ينشر أفكارا معينة. ثانيا، إن أخطر ما يهدد المغرب هو التنصير، ثم ثانيا حملات الإفساد الأخلاقي، وهي أمور لا أجد الدولة جادة بالقدر المطلوب في محاربتها.