في الوقت الذي تستعد فيه كل نساء العالم للاحتفال بعيدهن العالمي الذي يصادف 8 مارس من كل سنة، حيث يقمن بجرد حصيلة ما حققنه من مكاسب في مسيرة نضالهن الطويل من أجل المساواة بين الرجل والمرأة، مازالت نساء، من نوع آخر، يجهلن ما معنى حقوق المرأة وواجباتها وما دونته مدونة الأسرة. هذه الفئة من النساء لها مفهوم خاص للمساواة، فهي لا تطالب بمساواتها مع الرجل لأنها تعرف جيدا أنها تتساوى معه في التشرد، فهو يقتسم معها الخيمة التي يحيط بها الوحل من كل جانب بإقليم سيدي سليمانوسيدي قاسم، وتتساوى معه في حصار الثلوج المضروب على المناطق الجبلية بكل من أيت عبدي تنكارف بإقليم بني ملال وقرية تصميت، فتساوت مع زوجها في أكل علف الماشية من أجل الاستمرار في الحياة وشرب ماء الثلوج. طلب هذه الفئة الوحيد أن تتساوى مع أختها المرأة في المناطق الأخرى في العيش الكريم الذي يحفظ لها إنسانيتها، فتنعم بمسكن يقيها قساوة البرد وحر الشمس، ومستوصف يغنيها عن حملها فوق لوح خشبي على أكتاف الرجال ليكون مصيرها الموت إذا لم يصلوا إلى أقرب مستشفى إلى مقر سكناها في الوقت المناسب. نساء تحت الحصار، سواء داخل خيام مؤسسة محمد الخامس للتضامن بمناطق الفيضانات بإقليمي سيدي قاسموسيدي سليمان أو تحت الثلوج في مناطق جبلية بجهة تادلة أزيلال، أربعون امرأة فقط من نجين وقدمن إلى مدينة بني ملال للتمتع بنزهة عابرة في هذه المدينة، وفي الوقت نفسه للمطالبة بتحقيق مطالب كثيرة على رأسها تعبيد طريق طوله ثمانية كيلومترات فقط. 17 امرأة توفين خلال سنة من جراء الثلوج، حسب ما أكدته امرأة من آيت عبدي، أما الأطفال فتعجز النساء عن إحصائهم لأنك تكاد لا تجد امرأة لم تفقد طفلا بسبب مشاكل في الوضع. نساء آيت عبدي من نوع خاص لربما تجهل المنظمات النسائية عنهن الشيء الكثير، فلسن من نوع المرأة القروية التي تقطن ببادية منبسطة استفادت من برنامج الربط إلى شبكتي الكهرباء والماء الشروب، بل هن نساء منقطعات عن العالم الخارجي لا يتكلمن سوى اللهجة الأمازيغية ويظللن محاصرات في بيوتهن لمدة تزيد على خمسة أشهر.