تباينت ردود فعل الفعاليات التي تعرضت لعقوبات وصفت بالقاسية من طرف اللجنة التأديبية التابعة للمجموعة الوطنية لكرة قدم النخبة، التي اجتمعت أول أمس الثلاثاء بمقر الرياضات بالمنظر الجميل بالرباط. عصام الراقي لاعب وسط ميدان الجيش الملكي عجز عن التعبير، عندما اتصلت به «المساء» لمعرفة رد فعله وارتساماته حول العقوبة التي صدرت في حقه والبالغة عاما واحدا نافذا وغرامة مالية بقيمة عشرة آلاف درهم، الراقي لم يكن يعلم منطوق الحكم الذي صدر منتصف نهار الثلاثاء قبل أن نتصل به لاستطلاع رأيه حيث قال «أنتم من أخبرتموني بقرار توقيفي لمدة عام، علما أن هناك من فعل أكثر مما قمت به ولم يعاقب بمثل هذه العقوبة». وامتنع الراقي، الذي كان ملتزما بموعد عائلي خاص، قبل أن يتحلل منه ويستقل سيارته ويتوجه على وجه السرعة نحو المركز الرياضي العسكري بالمعمورة بضواحي مدينة سلا، في محاولة لفهم ما جرى وما ينبغي القيام به وباقي الحيثيات المرتبطة بالموقف الجديد الذي أصبح عليه هذا اللاعب الموهوب، الذي جاءت إجابته الموالية باستفهامات أكثر منها مواقف و ردود «ماذا تريدني أن أقول وأنا في هذا الوضع، إذ لم أستوعب ما حصل وما صدر في حقي من عقوبات لذا أستسمحكم لأنني في وضع لا أحسد عليه». انتهى كلام الراقي الذي كان متأثرا جدا لما بلغه من قرار تأديبي للجنة الثلاثية الأضلاع، المكونة من ميلود جدير وسعيد المهداوي ومحمد بنعلي، فيما يغيب رئيسها محمد قداري منذ مدة بسبب مرضه، علما أن الراقي قد كان له رد فعل سريع في اليوم الموالي حين تحدث مع الزميلة قائمة بلعوشي في برنامج العالم الرياضي للقناة الأولى حيث قال «كعادتي في جميع المباريات التي أجريها رفقة فريقي سواء أكانت النتيجة سلبية أو إيجابية، أقوم بمصافحة الحكم وهو ما كنت أنوي أن أقوم به قبل أن أفاجأ برجل الأمن يدفعني، حيث لم أتمالك نفسي وقررت الرد عليه لأنه ليس من حقه أن يدفعني بتلك الطريقة». موقف مشابه عبر عنه المامي السملالي مساعد مدرب شباب المسيرة الذي أوقفته نفس اللجنة لمدة عامين مع أداء غرامة بقيمة عشرين ألف درهم، بعد اقتحامه أرضية ملعب الشيخ الأغضف بالعيون في الدقيقة 14 من مباراة الرجاء، التي انتهت بالتعادل 1-1 إثر رفض الحكم منح فريقه ضربة جزاء، وبدوره أبلغ بالقرار بواسطة جريدة «المساء» التي كانت قد اتصلت بالمدرب الرئيسي للفريق فخر الدين رجحي الذي نقل إلى مساعده الخبر، قبل أن يتحدث الأخير باقتضاب «سأنتظر رد فعل المكتب المسير لفريق شباب المسيرة، بعد أن يتوصل بالقرار بشكل رسمي من أجل اتخاذ الخطوات اللازمة، لأن مثل هذه العقوبات ينبغي أن تطال الحكم واللاعبين الذين ارتكبوا بدورهم أخطاء، ثم إني كنت ضحية لاعتداء من لاعبي الرجاء في بهو المطار عندما كنت أحاول أن أتسامح معهم بخصوص ما حصل في الملعب، سأقضي العقوبة وأعترف بالخطأ لأنني بشر». أما نائب رئيس الدفاع الحسني الجديدي نور الدين الشهبوني الذي ثم إيقافه مدى الحياة، فقد استبق العقوبة بإعلان استقالته عشية الثلاثاء، بعد أن أظهرته كاميرا التلفزيون وهو يعتدي على الحكم المساعد الأول، الذي كان قد تشبث برفع علمه معلنا عن تسلل رضا الرياحي الذي كان الحكم الرئيسي بوشعيب الحرش قد منحه ضربة جزاء قبل أن يتراجع عنها، وكان ذلك في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع. مصادر مقربة من مكتب الدفاع الجديدي، أفادت بأن المعني بالأمر سبق له في عام 1994 أن قام بسلوك مماثل ضد الحكم لطفي الذي ينتمي لمدينة مراكش. صدور هذا القرار أراح على ما يبدو بعض مكونات مكتب الدفاع الجديدي التي كانت في خلافات شبه دائمة مع العضو الموقوف والمستقيل.