بعد أربعة أيام على اعتقال شكيب الخياري، رئيس جمعية الريف لحقوق الإنسان بالناظور، من قبل عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بتهمة «تسفيه» مجهودات الدولة في مجال مكافحة المخدرات وتلقي عمولات من جهات أجنبية وغض الطرف عن مزارعي القنب الهندي بكتامة، أعلن عن تأسيس جمعية أخرى تدعى «جمعية الريف الكبير لحقوق الإنسان» بالناظور، وبالتحديد في منطقة بني انصار الحدودية. وبالرغم من أن مؤسسي هذه الجمعية - التي تحمل اسما مشابها لجمعية الخياري، التي سبق لها أن أعدت تقارير وصفت بالمزعجة في ما يتعلق بأباطرة المخدرات في المنطقة. يتجنبون أي ربط بين الحدثين، فإن مصادر جمعوية بالمنطقة تتهم مؤسسي الجمعية الثانية ب»تلقي تعليمات» ل»خلط الأوراق». وتشير المصادر ذاتها إلى أن «مساع» بذلت لإقناع مؤسسي جمعية الريف الكبير لحقوق الإنسان باختيار اسم آخر للجمعية، لكن دون نتيجة. ومن جهته، نفى سعيد الشرامطي، رئيس هذه الجمعية، وجود أي تعليمات لتأسيس هذه الجمعية من أي جهة كانت، مسجلا أن الفكرة كانت مطروحة منذ حوالي 7 أشهر. الشرامطي أضاف أن السلطات المحلية لا تزال تبذل «مجهودات» لإفشال هذه الجمعية ودعوة بعض مؤسسيها إلى الانسحاب منها. وقال إن رجال الأمن اعتقلوا، منذ أيام، أحد أعضاء مكتبها واتهموه بعرقلة السير، لكن بعضهم طالبه بالانسحاب من هذه الجمعية التي أورد أنها ستهتم بحقوق الإنسان في مناطق الريف الكبير، بما فيها سبتة ومليلية، وواقع حقوق الإنسان بالمعابر الحدودية. وفي السياق ذاته، تتجه السلطات المحلية إلى إعادة النظر في الوضعية القانونية لجمعية الريف لحقوق الإنسان. وطبقا للمصادر، فإن السلطات عمدت مؤخرا إلى إشعار بعض الفاعلين فيها بأن موضوع قانونية هذه الجمعية مطروح للنقاش. وتشير المصادر إلى أن تخوفات تساور بعض الفعاليات بالمنطقة من أن «الحظر» سيكون مآل هذه الجمعية بمبرر وجود نقائص في ملفها القانوني. وعلى علاقة بالموضوع، قالت المصادر إن إدارة السجن عمدت إلى فرض «رقابة» على الحقوقي الخياري تفاديا لأي اتصال له بالعالم الخارجي. وقال أيمن الخياري، في تصريح صحفي، إن إدارة السجن منعت أخاه من مشاهدة التلفاز والاستماع إلى أي إذاعة وقراءة الصحف. وفي الوقت الذي تنفي فيه عائلته تعرضه لأي تعذيب وهو في ضيافة عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، ذهب سعد السهلي، محامي عياد الحضراتي، رئيس جمعية كتامة للبيئة والتنمية والثقافة، المعتقل في إطار نفس الملف، إلى أن موكله تعرض للتعذيب. وقال إن هذا المعتقل الذي حل ضيفا بدوره على عناصر هذه الفرقة بالدار البيضاء كان يحمل على وجهه كدمات ناجمة عن الضرب المبرح. وأكد المحامي السهلي أنه قدم، زوال يوم الجمعة الماضي، رفقة أحد أفراد عائلته، على أنظار قاضي التحقيق بتهمة تكوين عصابة إجرامية والاتجار في المخدرات. وكانت عناصر الفرقة الوطنية قد عمدت إلى اعتقال هذا الجمعوي، وهو كذلك رجل أعمال ينحدر من كتامة ويقيم في الرباط، أياما فقط بعد اعتقال الحقوقي الخياري.