نفت مصادر أمنية مغربية رفيعة المستوى ما تردد من أنباء بعدد من الصحف اللبنانية والمواقع الإلكترونية بخصوص اعتقال رجل أعمال لبناني شهير مقرب من ذوي القرار بلبنان مؤخرا بالمغرب. ولم تستبعد المصادر ذاتها أن يكون إقحام اسم المغرب في ملف رجل الأعمال اللبناني «روجيه تمرز» الهدف من ورائه طمس معالم اختفاء هذا الأخير في لبنان، بعد صدور مذكرات بحث دولية في حقه على خلفية الدعاوى المسجلة ضده أمام القضاء اللبناني، تتعلق باختلاس أموال أحد البنوك الشهيرة بلبنان والمقدرة بملايين الدولارات في منتصف التسعينيات. وكانت العديد من وسائل الإعلام اللبنانية قد نشرت في وقت سابق أن السلطات المغربية قد أعلنت عن توقيفها ل«روجيه تمرز» على أراضيها منذ أسابيع خلت إنفاذاً لمذكرة دولية من الأنتربول صادرة بحقه. وأضافت المصادر ذاتها أن القضاء اللبناني قد سارع، من جانبه بعد إبلاغه بتوقيف تمرز، إلى إعداد طلب لاسترداده، وأرسل بواسطة الأنتربول ووزارة العدل والخارجية ثلاث مذكرات بهذا الخصوص ضمّنها الجرائم الملاحق بها تمرز أمام القضاء اللبناني ومذكرات التوقيف الغيابية العديدة الصادرة بحقه في هذا المجال. ولم يتلقَ القضاء اللبناني حتى الآن أي جواب على طلب استرداد تمرز. واستنادا إلى مصادر إعلامية لبنانية، فإن روجيه ترك لبنان بعد انهيار بنك إنترا تحت ضغوط رجال السياسة الذين ساهموا في ذلك، إضافة إلى انهيار عدد من المؤسسات المالية وبنك المشرق. وقد هرب من لبنان عبر سوريا متوجهاً إلى اليونان بطائرة خاصة، وعومل معاملة خاصة بالرغم من فقدانه جواز سفره، وبقي يتنقل بين لندن وباريس ودبي، وكانت هناك مساع لأن تسقط كل الاتهامات ضده في لبنان سنة 2004، وحاول العودة إلى لبنان اقتصادياً، لكنه حورب، وهو يعتبر العقل الاقتصادي الأول في الإمارات، ويستعين به حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم. أما المعلومات المتوفرة عنه، حسب أجهزة الاستخبارات الليبية، فتفيد بأنه يعد من أكبر رجال الأعمال في بيروت إلى أن صفى أموال شركة إنترا وبنك المشرق والكازينو، وكادت تتم تصفيته على يد أمير من أمراء الحرب. وقد عمل تمرز في فرنسا وفي روما، واشتهر ببيعه شركة نفط للقذافي، وكان الوسيط في الصفقة صديقه وشريكه الشيخ أمين الجميل، كما كان على علاقة متينة بالاستخبارات الأمريكية، ودعي إلى البيت الأبيض عدة مرات أيام الرئيس كلينتون، واشتهر بتبرعاته السخية للحزب الديمقراطي، للمساهمة في حملة الرئيس الانتخابية. وكما باع شركة نفط إيطالية للقذافي، حاول أن يبيع أمريكا شركة نفط روسية ولكنه لم يفلح. وكانت علاقته بأنطوني ليك، المرشح السابق لرئاسة المخابرات الأمريكية، سببا في انسحاب الثاني من السباق على المنصب، بعد أن اعترف أثناء استجوابه المطول أمام الكونغرس بأن «روجيه تمرز» كان يعمل مع الوكالة، وأنه بالفعل تدخل لدعوته إلى البيت الأبيض، ولتمرير مشروع نفطه. أما أجهزة الاستخبارات السورية فتتهمه بالضلوع في صفقة النفايات النووية التي حاولت المافيا الإيطالية إدخالها إلى الأراضي السورية، وكشفت التحقيقات أن روجيه كان وراء إبرام صفقة جمعت بين زعماء المافيا اللبنانية والسورية، دخلت أربع سفن محملة بالنفايات على إثرها إلى ميناء بيروت في 21 من شتنبر1987 قادمة من أحد الموانئ الايطالية، وإثر اكتشاف البراميل في عدة مناطق سورية، عقدت صفقة سريعة مع المافيا السورية دخلت على إثرها سفينتان بتاريخ 6 من دجنبر سنة 1978، وأفرغت الحمولة في ميناء طرطوس. كما يعد روجيه من المقربين من الزعيم الدرزي وليد جنبلاط.