اعتبر توفيق الشويني، المعتقل على خلفية أحداث مراكش، أن اعتقاله كان بغاية ثنيه عن الإدلاء بشهادته بخصوص وفاة الكاديري، وبقصد ترهيب أسر عائلات الطلبة المعتقلين الذين ينوون رفع دعوى قضائية دولية ضد الدولة المغربية، بخصوص ملف الطلبة الأحد عشر المعتقلين منذ عشرة أشهر، دون أن تتم محاكمتهم، والضغط عليهم لحملهم على عدم تقديم تلك الدعوى. وتجدر الإشارة أن حوالي عشرين شخصا تم اعتقالهم، قبل أزيد من عشرة أشهر، على خلفية احتجاجات قام بها طلبة جامعة القاضي عياض بمراكش في إطار “الأشكال النضالية» التي يخوضها الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، مطالبا بتحسين وضعية الطلبة في الحي الجامعي وكذا تحسين ظروف تلقي الدروس. ويَعتبر الطلبة وعائلاتهم، الذين شكلوا هيئة مع فاعلين محليين للدفاع عنهم أمام محاكم وطنية ودولية، أن اعتقال هؤلاء يعتبر سياسيا ويدعون إلى تخويل أبنائهم شروط المحاكمة العادلة. وأضاف الشويني، الذي كان يتحدث في اتصال مع «المساء» من داخل السجن المدني بولمهارز بمراكش والذي حكم عليه بسنة سجنا نافذا، أنه تعرض إلى تعذيب جسدي ومعنوي وأرغموه بمراكز الشرطة على توقيع محضر لا يستند إلى أقواله، مشيرا إلى أن النيابة العامة التي تتهمه بالتجمهر المسلح لم تستجب لطلبه بإجراء خبرة على البصمات التي يحملها الساطور الذي يتهمونه بأنه كان يحمله في تلك الاحتجاجات. وأكد الشويني، الذي يعتبر ثالث عنصر من نفس العائلة يعتقل على خلفية نفس الأحداث بالإضافة إلى شقيقيه عثمان ومراد، أن الجهات الأمنية، بالإضافة إلى انزعاجها من دوره داخل هيئة التضامن مع المعتقلين حيث يسمح له تكوينه القانوني بلعب دور فعال ونشيط داخل الهيئة، تخشى أيضا من إمكانية إدلائه بشهادته بخصوص وفاة الطالب عبد الرزاق الكادري، أثناء تدخل للأمن في احتجاجات طلابية نهاية السنة الماضية، تضامنا مع أحداث غزة في الهجوم الإسرائيلي الأخير عليها، مشيرا إلى أنه كان يسمع أنّات الكادري الأخيرة عندما نقل هو الآخر إلى نفس المستشفى حيث تلقيا الإسعافات الأولية، قبل أن يلفظ الكادري آخر أنفاسه. في سياق ذلك، أكد مصدر من عائلات الطلبة المعتقلين أنه لم يبق لهم ما يخسرونه بعد اعتقال أبنائهم وفلذات أكبادهم، وأنهم مصممون وعازمون على التوجه إلى المحاكم الدولية لإنصافهم، «رغم كل التحرشات والتهديدات التي يتعرضون إليها من طرف عناصر من الأمن، ورغم الرسائل التي يوجهونها لنا (في إشارة إلى اعتقال توفيق الشويني)». وأضافت المصادر نفسها، في إفاداتها ل«المساء»، أن حالة الطلبة المعتقلين الصحية تزداد سوءا بعد كثرة الإضرابات عن الطعام التي أقدموا عليها، والتي كان آخرها إضراب لمدة 48 ساعة بين السادس والسابع من الشهر الجاري، بقصد تحسين ظروف اعتقالهم والوفاء بالالتزامات والوعود التي قدمتها إدارة السجن للهيئة الوطنية وعائلات الطلبة المعتقلين.