وجهت اللجنة التنفيذية الوطنية لتحالف اليسارالديمقراطي، المشكل من الحزب الاشتراكي الموحد وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، رسالة إلى هوغو تشافيز، رئيس جمهورية فنزويلا، مطالبة إياه بإعادة النظر في الموقف الذي اتخذته كاراكس بخصوص رفع مستوى الاعتراف بما يسمى»الجمهورية الصحراوية». وقالت الأحزاب الثلاثة، في الرسالة التي توصلتى»المساء» بنسخة منها، إن موقف فنزويلا يناقض المواقف التي اعتادت اتخاذها تجاه «قضايا التحرر ومناهضة الإمبريالية والعدوان على الشعوب»، وناشدت الرسالة رئيس جمهورية فنزويلا إعادة النظر في موقفه الأخير، اعتبارا لأن «الجمهورية الصحراوية» لا تشكل «حركة تحررية وطنية بل كياناً مصطنعاً يوظف من قبل القيادة السياسية الجزائرية من أجل أطماع توسعية»، وأضافت الأحزاب اليسارية الثلاثة أن مقاربتها لمشكلة الصحراء «مختلفة تماما مع التعاطي الرسمي للقضية»، معتبرة في ذات الوقت أن اعتراف فنزويلا بالبوليساريو يشكل استفزازا لمشاعر المغاربة، وخاصة للذين فقدوا بعض أفراد أسرهم أو أرزاقهم بسبب الطرد الانتقامي من الجزائر. وفي تصريح ل«المساء» قال عبد الرحمان بن عمرو، المكلف باسم الكتابة الوطنية لحزب الطليعة، بسبب غياب زعيم الحزب أحمد بنجلون الذي يتعافى من مرضه، إن الهدف من وراء الرسالة هو إقناع رئيس جمهورية فنزويلا، الذي ينتمي إلى اليسار، بأن مهمة اليسار «ليست في دعم الحركات الانفصالية وإنما في خدمة قضايا التحرر التي هي أبعد من إنشاء دويلة صغيرة مفتعلة»، وأضاف بن عمرو قائلا: «لم ننطلق في مراسلتنا لرئيس الجمهورية الفنزويلية من دوافع ذاتية، بل من منطلقات تحررية، على أساس أن تحالف اليسار قدم الكثير من أجل البناء الاشتراكي وتحمل السجون والتعذيب، ودوافعنا ليست دوافع الحكم الذي له منهجيته الخاصة التي لا نتفق معه فيها، بل هي منطلقات بناء المغرب العربي على أساس السلم والتضامن والتنمية الاقتصادية». وحاولت «المساء» الاتصال بالقائم بالأعمال في السفارة الفنزويلية بالرباط، خوصي أبيل كلافيخو، إلا أن المسؤول عن الاتصال بالسفارة قال إنه يوجد في اجتماع، قبل أن يتم إخبارنا في الأخير بأن السفارة تمتنع عن إعطاء أي تصريحات بخصوص الموضوع. وكان المغرب قد أغلق مقر سفارته في كاراكاس، عاصمة فنزويلا، في شهر يناير الماضي، احتجاجا على الدعم الذي تقدمه حكومة فنزويلا لجبهة البوليساريو، وأوضح بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون أن إغلاق السفارة جاء «للاحتجاج على العداء المتصاعد من السلطات الفنزويلية تجاه قضية وحدة التراب المغربي»، وذلك على إثر تعيين فنزويلا سفيرا لها لدى جبهة البوليساريو في تندوف جنوب غربي الجزائر.