تداعيات كبيرة، أثارتها تصريحات أمين الرباطي العميد السابق لفريق الرجاء البيضاوي، والتي أدلى بها لصحيفة «المساء الرياضي»، في عددها الصادر يوم الإثنين الماضي. لقد أصدر الرجاء بلاغا يدين فيه تصريحات الرباطي معتبرا أنها مسيئة له، وهدد بإمكانية جر الملف إلى القضاء، مشيرا إلى أنه يحتفظ بكامل حقه في ذلك. ليست هذه أول مرة تتفجر فيها مثل هذه التصريحات، لقد سبق لمدرب الوداد غارزيتو أن اتهم مسيرين بشراء المباريات، وسبق لملف ساخن أن تفجر داخل غرفة التحكيم، وصل إلى الشرطة القضائية، مثل ما سبق لمصطفى خاليف اللاعب السابق للرجاء، أن تحدث عن تدخلات كانت تجري من أجل تغيير نتائج مباريات الديربي بين الرجاء والوداد، ومثلما فجر زكريا السملالي عضو المكتب المسير للفريق سابقا قنبلة، وهو يكشف في جمع عام أن مسيرين كانوا يدفعون الثمن للاعبين لتخسر الرجاء مبارياتها وتنزل إلى القسم الثاني، في الفترة التي كان فيها حميد الصويري رئيسا للرجاء. هذا دون الحديث عن ملف مباراة رجاء بني ملال والنادي القنيطري الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، ومازال لم يتضح فيه الخيط الأبيض من الأسود. وإذا كان من حق الرباطي الذي تحدث بصفته لاعبا سابقا للرجاء وشاهد عيان على مرحلة لعب فيها دورا مهما في الرجاء كعميد للفريق، أن يدلي بوجهة نظره وأن يحكي ما يرى أنها وقائع عاشها، فإن من حق مسؤولي الرجاء كذلك أن يدافعوا عن أنفسهم وأن يذهبوا إلى أبعد نقطة في هذا الملف، وأن يلجؤوا إلى القضاء، فذلك حق مكفول لهم، ولا يمكن الاختلاف حوله. لكن المثير في كل ما يحدث هو التشنج الذي تم به التعامل مع تصريحات الرباطي، وهو خلط الأمور وتمييع النقاش، وجعل الحق باطل، والباطل حق. إن وظيفة الصحافة هي الإخبار وليس التعتيم، نقل الأراء والمواقف، حتى لو كنا غير متفقين معها، وفي هذا المجال لا يمكن لأي كان أن يتحول إلى أستاذ ويبدأ في إعطاء الدروس حول ما يجب أن ينشر أو لا ينشر، فتلك قصة أخرى تشغل بال المهتمين والمختصين، ومن يعيشون هوس المهنة فعلا، ولا يجعلونها مطية لتحقيق الكثير من الأغراض. إن تصريحات الرباطي نقطة في بحر كبير اسمه الرجاء، وإن التعامل معها يجب أن يتم بحكمة وبتعقل وبتقديم الحجج والأدلة والبراهين، وليس فقط ب»تعمار الشوارج»، وب»التجييش» وباللعب على الكثير من الحبال. إن الرجاء ليست الرباطي ولا بودريقة ولا فاخر ولا شوقي الملتحق حديثا بمكتب الفريق، إن الرجاء أكبر من كل هؤلاء جميعا، ولكي تظل كذلك، لابد من وقفة مع الذات يقوم بها جميع الأطراف، فالتشنج والانفعال الزائد وصب النار على الزيت لن يخدم أي طرف، أما الريس بودريقة الذي جاء بمشروع طموح للفريق، وانطلق بشكل موفق، فعليه أن ينصت لصوت ضميره، ولما تمليه عليه أمانة قيادة فريق من حجم الرجاء، وليس لأصوات بعض من يصطادون في الماء العكر وما أكثرهم...