عثر صباح أول أمس الأربعاء بمدينة بنكرير على جثة شرطي، متهم بقتل زوجته بمراكش. واستنادا إلى معطيات حصلت عليها «المساء» من مصادر حضرت عملية الانتشال، فإن الشرطي (محمد ف)، الذي كان يعمل بالدائرة الأمنية السادسة بمدينة مراكش، قبل أن يتم نقله إلى مدينة مكناس، بعدما شابت شكوك حول وقوفه وراء مقتل زوجته بمنطقة سيدي يوسف بنعلي، قبل حوالي ثمانية أشهر، عثر عليه ميتا داخل بئر بمدينة بنكرير حيث تقطن شقيقته. وأوضحت مصادر «المساء» أن جثة الهالك عثر عليها متحللة وسط مياه بئر بالقرب من حي المجد الشعبي بمدينة بنكرير، لمدة قدرت بثلاثة أيام، فتم استدعاء المصالح الأمنية، والوقاية المدنية، التي انتشلت جثة الشرطي من قعر البئر. وقد استنفر الحادث المصالح الأمنية بمدينة بنكرير، بعد علمها بأن الجثة تعود إلى رجل أمن، كان يعمل بولاية أمن مراكش. ومما زاد من تأهب المصالح الأمنية والاستخباراتية بالمدينة أن الضحية متهم بقتل زوجته بمنطقة سيدي يوسف بنعلي، (حفيظة.س)، التي عثر عليها داخل حمام المنزل غارقة في دمائها، لتتهم أسرة الهالكة الزوج بالوقوف وراء «الجريمة». الأبحاث والتحريات التي لا زالت المصالح القضائية بمدينة مراكش تجريها، بناء على شكاية تقدمت بها أسرة الهالكة، تفيد أن الزوج قد تكون له علاقة بالحادث، الذي راحت ضحيته أستاذة في عقدها الثالث، خصوصا أن التحريات التي باشرتها المصالح الأمنية، التابعة للدائرة السادسة، وعناصر الشرطة العلمية والتقنية، التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية، تؤكد أن الضحية تعرضت لصعقات كهربائية تحت إبطها وأصابع يدها، ووقوف الشرطة العلمية على آثار جلد في أظافر الهالكة، ثبت أنها تعود للزوج، مما يرجح أن تكون الضحية قد دخلت في شجار معه قبل العثور عليها ميتة. وبخصوص ما وصلت إليه الأبحاث، التي تجريها المصالح الأمنية بمدينة بنكرير حول ملابسات وظروف موت الشرطي داخل بئر بالحي الشعبي، فإن المعلومات الأولية التي حصلت عليها «المساء» تشير إلى احتمال أن يكون الضحية قد أقدم على الانتحار، بعدما صار يعيش وضعا نفسيا صعبا، إثر اتهامه من قبل أسرة زوجته الميتة بالوقوف وراء «جريمة القتل». ومما زاد من حدة الوضع النفسي المتأزم، الذي أضحى يعيشه (محمد.ف) هو نقله من قبل الإدارة العامة للأمن الوطنية من مدينة مراكش إلى مدينة مكناس، وهو الأمر الذي جعله يعتقد أن هذا القرار صادر بناء على ثبوت «اتهامه» بقتل زوجته. الاستنفار لم يقتصر على المصالح الأمنية بمدينة بنكرير، بل إن فرقة أمنية خاصة قدمت من مدينة مراكش للوقوف على ملابسات الحادث، الذي اهتز له الرأي العام المحلي للمدينة، خصوصا أن المصالح الأمنية بالمدينة الحمراء كانت بصدد إجراء أبحاثها في مقتل زوجة الضحية الشرطي، وقد حلت بالمدينة لإعداد تقرير في الموضوع، ومحاولة التوصل إلى الدوافع التي تقف وراء هذا الحادث، نافية، استنادا إلى المعطيات الأولية، أن يكون الحادث قد وقع بدافع إجرامي. وقد استمعت المصالح الأمنية إلى شقيقة الشرطي بخصوص أسباب زيارته لها وما دار بينها وبينه قبل أن يختفي على الأنظار، ويظهر بعد ذلك جثة هامد متحللة داخل بئر.