تعرض مستشارون جماعيون وموظفون وأعيان في الجماعة القروية «دار السبت الجديدة»، التابعة لأيت إيمور، في نواحي مراكش، أول أمس الاثنين، لتسمم جماعي خلال حفل عشاء نظمه مستشار جماعي من أجل إقامة «صلح» بين الأعضاء المشكلين لأغلبية المجلس القروي والمعارضة، وباقي المتدخلين في الشأن المحلي. وحسب معلومات «المساء»، فإن أحد المنتخبين في جماعة «دار السبت الجديدة» التابعة لأيت إيمور نظم تجمع عشاء من أجل رأب الصدع الحاصل بين مستشارين جماعيين وتقوية اللحمة بين الموظفين والأعيان، لكن عملية غسل «ذنوب» الشقاق ستتحول إلى عملية غسل للأمعاء، بعدما ألمت أوجاع صاحبها تقيؤ بعدد من الحاضرين إلى الوليمة، ليتم نقل المصابين إلى مستشفيات مدينة مراكش من أجل إسعافهم وإخضاعهم للعلاجات الأولية. ولم يسلم أبناء وزوجة المنتخب الجماعي من التسمم، حيث ظهرت أعراضه عليهم، متمثلة في ارتفاع درجة حرارة الأبناء وإصابة زوجة المسؤول الجماعي بوجع في البطن صاحبه تقيؤ شديد، ليتم نقلهم جميعا على وجه السرعة إلى مدينة مراكش، حيث أدخلوا إلى إحدى المصحات الخاصة هناك، قبل أن يغادروها بعد أن أجريت لهم عملية غسيل للأمعاء، ومنحوا بعض الأدوية التي جعلت حالتهم تعود إلى الاستقرار. فيما نقل باقي المستشارين الجماعيين والموظفين والأعيان إلى كل من مستشفى ابن طفيل (سيفيل) ومستشفى ابن زهر (المامونية)، حيث خضعوا لعمليات غسل للأمعاء بشكل مكثف، بعد أن أصيب بعضهم بإسهال حاد، في حين ألمت رغبة شديدة في التقيؤ بعدد كبير من الموكل إليهم بمهمة تدبير الشأن المحلي. وكانت حصيلة المصابين بالتسمم الجماعي حوالي 35 شخصا خلال «عشاء الصلح» المنظم. وقد استقبل مستشفى ابن زهر (المامونية) 18 شخصا مصابا بالتسمم خلال «عشاء الصلح» المذكور، أجريت لهم عملية غسل للأمعاء، مع إعطائهم الأدوية المانعة للتقيؤ والمسكنة للألم، بينما خضع ثمانية أشخاص للعملية نفسها في مستشفى ابن طفيل، بينما احتفظت المصالح الطبية بمصابين داخل قسم العناية المركزة، نظرا إلى تدهور حالتهما الصحية. وفي الوقت الذي غادر فيه باقي المتعرضين للتسمم مستشفيي ابن طفيل والمامونية بعد تلقيهم العلاجات الضرورية، فتحت مصالح الدرك الملكي بمنطقة آيت إيمور تحقيقا في الحادث، لمعرفة أسباب هذا التسمم الذي لحق منتخبين وموظفين وأعيان، حيث أخذت عينات من الطعام المقدم للحاضرين من أجل توجيهها إلى المختبر والتحقق من مدى سلامتها.