فقدت الساحة الفنية المغربية، أول أمس، الفنان المبدع محمد شبعة عن سن تناهز 78 سنة، ويعتبر الراحل أحد رواد الحركة التشكيلية المغربية المعاصرة تنظيرا وممارسة، و هو أحد مؤسسي مجلة «أنفاس» رفقة عبد اللطيف اللعبي والنيسابوري، وقد أمضى الراحل فترة من عمره في دهاليز السجون خلال سنوات الجمر والرصاص، ويعتبر مناضلا يساريا فذا وأحد المدافعين عن قيم الحرية والاختلاف والساعين لإرساء هوية عربية إسلامية للتشكيل المغربي. جايل شبعة أسماء أساسية في المشهد التشكيلي المغربي كمحمد المليحي، سعد بن السفاج وأطاع الله بشمال المغرب، ثم اقترن اسمه بعد ذلك بجماعة الدارالبيضاء كفريد بلكاهية، محمد حميدي ومصطفى حفيظ... وصاحب الناقدة الإيطالية طوني ماريني وبيرت فلينت، بعدها التحق صحبة الفنان محمد القاسمي باتحاد كتاب المغرب، لما قدمه من خدمات فكرية وثقافية وفنية بما فيها إنجازات كرافيكية على مستوى تصميم أغلفة الكتب والملصقات... ويعتبر الفنان محمد شبعة، إضافة إلى هذا، من بين المبدعين الأوائل الذين أسسوا للعلاقة بين الصانع الحرفي والفنان التشكيلي بعدما شغل منصبا بوزارة الصناعة التقليدية، قبل أن يلتحق لفترة محدودة كمدير للمعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان، كما كان له الفضل والسبق إلى جانب أصدقائه من الفنانين في الانفتاح على الفضاءات الخارجية من خلال عرض جماعي بساحة جامع الفنا سنة 1969، وكذا مساهماته المتعددة في إطار التظاهرات والبينالات الوطنية والعربية والدولية، حيث كان مهرجان الرباط لسنة 2001، آخر دورة تم فيها تكريم هذا الفنان بدعم من المكتب المركزي لاتحاد كتاب المغرب، بحضور عدد من المثقفين والمبدعين المغاربة، مع إصدار كتاب أنيق تم فيه تجميع جل الكتابات التي أنجزت حول تجربته طيلة مسيرته الإبداعية مصحوبة بلوحات تختزل أهم المحطات التشكيلية طيلة مساره. وكان رواق «لوفت كاليري» بالدارالبيضاء، آخر محطة شارك فيها من خلال معرض جماعي في السنة الماضية تحت عنوان (زووم، الهوية والحداثة في التشكيل المغربي) صحبة الفنانين الغرباوي، الشرقاوي، فريد بلكاهية والمليحي.