رجل من زمن بهت السبع مللي كيكبر... وكملو بفراستكم... وارحموا عزيز قوم.. مما يكتب اليوم من ترهات.. حكمة ومثل ينطبقا على رجل كان يصول ويجول... كان يتحكم دواليب «تدرديب» كرتنا في الأرض.. أما اللي في السما فكان النص ديالو.. فران وقاد بحومة.. عرفته منذ أن إلتحقت بجريدة الميثاق سنة 1981... لابس كبوط الأحرار أيام عصمان.. ملتصق بالحمامة وبجذور حدو الشيكر.. لم يغير الفيستا يومها.. وغيرها عندما أصبح «قليب الكبوط» موضة عند السياسي.. وظلت إبتسامته غامضة.. وجبهته بدون تجاعيد لم تحرثها السنونو ولا السنوات.. وخصوصا روحه الرياضية.. روح يفتقدها اليوم كثير من مسيري جلدتنا الرافضون للجلد.. ظل الرجل وفيًا لمدينته ولناديها.. يعرق.. ينشف.. يصوم هو وماتجوعش الفريقة.. والفريقة عمرو ما فرقها... تصادمت معه كثيرا في عز سطوته وسلاطة لسانه.. وتسوناميه.. دون أن يتجرأ أحد من الفبرايريين الجدد ماضيًا وحاضرًا على جلده.. طيلة 30 سنة لا يوجد من انتقده أو زعزعه مثلي.. ورغم ذلك لم يبد الرجل أدنى إشارة صغيرة كانت أم كبيرة.. وأظهر أني حركت امتعاضه.. وكلما إلتقينا.. إلا وتعود الأشياء الملغومة والنكتة الآيتواحية لتجمعنا.. رغم أنني أعلم جيدًا أن بداخله رغبة وفضول لمعرفة دافعي لاستفزازه.. لتفوز الروح الرياضية العالية والحس السياسي لمسير يعد عبقري زمانه.. ما عدا يوم من أيام الله حين إلتقينا بالقاهرة.. رفقة صديقين.. أحمد العموري وكريم بلق وقتها خرج صديقي من قوقعته راشحا بما في داخله: «اشهمتيني يا ولد بدري كنت أعتقد أنك فقط مصور.. مع إحترامي لفن المصور.. ولكنك خرجتي لي من الجنب بقلمك ورأيك الذي أحترمه بعد عدستك طعبا».. زاد تقديري للرجل، وأعدت قراءتي لشخصه.. ولم أغير قناعتي بدهائه وهو الذي لقبه الزميل الإدريسي ب «الثور الأهوج».. نعم أعرف ما لا يعرفه كثيرون من كتاتبية اليوم ولن أكتب.. أعرف حكاية الرجل مع جامعة الزموري والساعات الذهبية اليابانية.. والإلكترونيات التي عطلت الوفد العائد من طوكيو 90 دقيقة في المطار وصاحب الوشاية.. وللرجل كذلك ألف حكاية وحكاية مع مسيري التسعينات.. ومع جامعة ابن سليمان ومجموعة أوزال وآخرها وليست أخيرها شجاعة حمل شانطة قطر.. ومراقبة تذاكر دخول الملعب أمام الوداد والرجاء.. وفزاعة نادي الرؤساء والمولود الذي لم ير النور.. أغرقته مياه أم الربيع وبهت واديان لا يلتقيان.. ورغم ذلك ظل وفيا لمبادئ اللعبة التسييرية... لم يرفع دعوة لا بصحفي ولا بلاعب.. وهو الرافض للإرهاب الإعلامي.. إلا مع من تفتح الأفواه أمامه.. يقبل اللعبة ويلعبها حسب رأس خصمه.. اليوم، وبعد أن أجبر على الإنسحاب مرغمًا لا بطلاً وبراس قاسحة.. حفاظا على عافيته.. يظل خيالو يزرع الرهبة والبلبلة بعد طول عمر إن شاء الله.. حتى وهو يترك اللجام في يد نائبه.. فإن كل رجالات المدينة التي ينتمي لها.. لم .. ولن.. يستطيعوا مسح ذاكرة إسمه المرعب.. وليتأكد بالملموس.. وهو يعلم هذا... أنه لحد كتابة هذه السطور.. ورغم كل سيئاته.. وسلبياته.. لن يستطيع أحد أن يحتل مكانه.. والعبد لله يقر أمامكم أن الرجل واعر.. واعر.. لأنه يلعب اللعبة بطريقة الكبار.. يواجه منتقديه وخصومه بجرأة يفتقدها مسيرو اليوم.. إلا عند من أكرمه الله.. لن أطيل.. لأنني لا أعرف المدح ولا الرياء ولا التملق.. أعرف فقط ثقافة الإعتراف لأنها فضيلة.. لهذا أقدر الرجل كثيرا.. وأحترمه بزاف.. واحترامنا بدون شك متبادل.. وسيظل في تجربتي المتواضعة هرمًا حتى وهو يهرِم لتوفره على جينات ناذرة في الروح الرياضية.. وقبول «تحراميات» الآخر.. تحراميات مسير يتهرب من الضرائب والضرب القانوني.. معتقدا أنه سيظل خارج تغطية المراقبة.. إليك «السيد محمد الكرتيلي» تحياتي الخالصة.. وأعرف أنك بداخلك ستردد مثلي يا حسرة على صحافة الأمس.. أما صحافة اليوم فلندعو لها بالهداية لكل من اشترى كريو وكاغيط من حانوت راس الدرب.. ولقد حان الوقت لك السي محمد أن تهتم أكثر بأبنائك بدل أبناء الآخرين.. لأننا هرمنا ونحن بعيدون عنهم.. هذه شهادة إعتراف من مصور عايشك وعايش التبوريدة ديالك الطويلة.. والله يطول عمرك.. إحترامي الكبير لك السيد الكرتيلي.. المسير الذي لم يبْهتْ لونه كما بهت حال بعض من أشقائه اليوم.. والذين أصبحت توابلهم حبوب «الكامون» وواجهتهم الضرائب التي تسبب لهم في ولائمهم المتكررة إسهالا.. يبشر بقدوم مسير محكوك ليس بحبوب القطاني.. لكن ب «كامون» العدل الضرائبي والتنمية الكروية.. بعيدا عن التعشير و«صنك» القطنيات التي أهلكها الجفاف..