اكتشف غطاس في مدينة آسفي خلال عملية غطس اعتيادية في ساحل جرف أموني المقابل للحي الشعبي تراب الصيني حطام باخرة أثرية جد قديمة بها قطع من السلاح والمدفعية وسيوف ونقود وأوان جد نفيسة. وقالت مصادر مطلعة ل«المساء» إن الغطاس، الذي يعرف في مدينة آسفي بكونه من هواة رياضة الغطس، أخبر مصالح مندوبية وزارة الثقافة التي أعلمت بدورها المصالح المركزية، فتم الترخيص لإجراء عملية غطس استكشافية أولية لتحديد مكان حطام السفينة والتحقق من المعطيات التي جاءت على لسان الغطاس. وأوضحت مصادرنا أن علمية الغطس، التي تمت بموافقة من وزارة الثقافة، حضرتها لجنة مختلطة مكونة من السلطات المحلية وعناصر الدرك الملكي، حيث تم تحديد مكان حطام السفينة التي لازالت تحتفظ داخلها بجواهر جد نفيسة، حسب مصادرنا، مضيفة أن وزارة الثقافة تتكتم على الموضوع لحساسيته، وأن ما يوجد داخل حطام هذه السفينة قطع أثرية تعتبر سابقة في تاريخ التنقيب الأثري في المغرب، حيث يتم الحديث عن صناديق من الذهب وقطع أسلحة جد نفيسة. واعتذر أكثر من مصدر رسمي في وزارة الثقافة عن الحديث إلى «المساء» في موضوع هذا الاكتشاف. وقالت المصادر ذاتها إن موضوع اكتشاف حطام سفينة أثرية في ساحل آسفي تم بالفعل، دون تقديم توضيحات عن حجم ما استكشف وطبيعته وقيمته الأثرية ولا حتى تاريخه، مضيفة أن وزارة الثقافة أصدرت تعليمات دقيقة للتكتم على الموضوع حتى الإعلان عنه رسميا من قبل الوزير شخصيا. وتسود في آسفي حالة فضول كبير بخصوص هذا الاكتشاف الأثري، حيث بادر عدد من الشباب إلى محاولات غطس في مكان تواجد هذه السفينة، فيما توصلت «المساء» بمعطيات تفيد باستخراج أحدهم قطعا أثرية عبارة عن سيف وكرة مدفعية من وسط الحطام، مما ألهب حماس تجار التحف ومهربي الآثار. ومعلوم أن ساحل مدينة آسفي مليء بحطام السفن الحربية والتجارية، التي كانت ترسو في الميناء على مر العصور. وتفيد مؤشرات أولية أن حطام هذه السفينة قد يرجع إلى أسطول الحربية البرتغالية أو الإنجليزية أو الهولندية، باعتبار العلاقات التجارية والعسكرية التي كانت تجمع مدينة آسفي بتلك الدول، انطلاقا من عصر الاستكشافات البحرية الكبرى ما بين القرنين الخامس عشر و السابع عشر الميلادي، حيث كانت آسفي تعتبر آخر مرسى بحري تصله السفن على طول الساحل الغربي لإفريقيا. كما أن القبطان الفرنسي الشهير وعالم البحار جون إيف كوستو كان قد برمج قبيل وفاته سنة 1997 رحلة لاستكشاف الساحل البحري لآسفي ولمدينة تيغالين المطمورة تحت المياه الشمالية للمدينة.