انتهى مسلسل الخلاف بين إدارة الرجاء البيضاوي والعميد أمين الرباطي، بعد احتكام جامعي أوقف الصراع الظاهر بين الطرفين، إذ التزم أمين بمنح إدارة الرجاء نسخة من وثيقة فسخ التعاقد بالتراضي مقابل توقيع رئيس الفريق محمد بودريقة الشيك الذي افتقد توقيعه، والذي كان سببا مباشرا في الخلاف. وبإمكان المدافع الرجاوي التعاقد مع أي فريق آخر من داخل وخارج المغرب، بعد أن كانت القضية مهددة بولوج سراديب غرفة المنازعات بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. لاسيما بعد مطالبة الرجاء لاعبها أمين بالالتحاق بالفريق الرديف في بداية لمسلسل شد الحبل بين الطرفين. بدأت الحكاية حين أنهى العميد إجازته بشمال المملكة وعاد إلى الدارالبيضاء لاستئناف تداريبه مع الفريق بشكل عادي، لكن قبل السفر إلى هنغاريا للدخول في معسكر إعدادي تبين له أن المدرب امحمد فاخر قد صرف النظر عنه رغم أن العقد المبرم بين اللاعب والمكتب المسير للرجاء مستمر إلى متم الموسم الرياضي القادم. يقول أمين ل»المساء»: «كانت الأمور تسير بشكل عادي، أنهينا الموسم الرياضي ونلنا الازدواجية، البطولة والكأس، فمنحنا المدرب، في آخر لقاء معه بمركب الزازيس، إجازة على أن نستأنف التداريب في الدارالبيضاء قبل التوجه نحو هنغاريا، لكنني فوجئت قبل الإقلاع إلى المعسكر الخارجي بأن اسمي قد سقط من لائحة اللاعبين، رغم أن المدرب تحدث معي عن التحضيرات وعن طموحات النادي واستشارني في بعض الأمور باعتباري عميد الفريق».. أيقن اللاعب أن شيئا ما يحاك في الخفاء، قبل أن يعلم بوجود اتصالات متقدمة مع مدافع أجنبي، وأن المدرب يسعى إلى غظ الطرف عن أمين واستبداله بعنصرين هما كوليبالي وبلمعلم العائد إلى الفريق. يقول أمين: من حق المدرب أن يستعين بلاعبين جدد «الله بسهل على كل واحد»، لكن طريقة إبعاد لاعب أعطى الكثير للفريق هي التي زادت من قلقي، لقد اتصل بي رشيد البوصيري مستشار الرئيس، وكنت أستعد للتوجه إلى ملعب الرجاء بالوازيس لمرافقة البعثة، وطلب مني الالتحاق به في منزل والدته، قلت له بأن الوقت لا يسمح لأنني مرتبط بموعد السفر إلى هنغاريا، فقال لي لا تحضر حقيبة سفرك فأنت خارج اللائحة، لم أفهم سر هذا القرار الذي جاء في آخر لحظة، حاولت الاتصال هاتفيا بالمدرب امحمد فاخر لكنه لا يرد على مكالماتي، ، فشعرت بقلق كبير و»حكرة» لأنني هيأت نفسي للسفر وأشعرت عائلتي بذلك قبل أن أفاجأ أو بالأحرى أصدم بالقرار. شعر الرباطي بالجحود، لكنه قبل الجلوس حول مائدة التفاوض مع الرئيس محمد بودريقة الذي اقترح صيغة توافق تقضي بإنهاء الارتباط مقابل تسليم اللاعب 100 مليون سنتيم، على أن يتخلى أمين عن 50 مليون ويوقع ما بصطلح عليه ب»المخالصة»، وهي وثيقة تؤكد فسخ العقد بالتراضي. لكن الإشكال الثاني ظهر مباشرة بعد جلسة التفاوض حيث تبين لأمين أن شيكا لا يحمل توقيع رئيس الرجاء البيضاوي، فأصبح ممنوعا من الصرف، واعتبر الأمر تراجعا عن الاتفاق، ليقرر عدم تسليم نسخة عقد التنازل. يقول عضو بالمكتب المسير للرجاء إن اللاعب أمين ومباشرة بعد جلسة التفاوض عانق الرئيس بودريقة الذي تمنى للاعب مشوارا جيدا مع فريق آخر، «أمين هو الرابح الأكبر من التفاوض لو كانت هناك نوايا سيئة لظل مع الفريق عرضة للصراع حول مركز الدفاع، المدرب يرفض وضع العميد في خانة البدلاء لهذا فكرنا في الفراق الودي، وقضية التوقيع في الشيك هي حالة سهو ممكن أن تحصل لكل مسؤول». أما رئيس الفريق محمد بودريقة فقد أكد أنه لا يتدخل في الأمور التقنية، ولا يناقش المدرب في اختياراته احتراما لمبدأ الاختصاص. انتهى الخلاف وقرر أمين تسليم النادي نسخة الفراق التوافقي مقابل توقيع الشيك، موضع النزاع، لكن ما يحز في نفس العميد هو مغادرته للرجاء من الباب الضيق بعد أن قدم للنادي الكثير ماديا وتقنيا، ليجد نفسه في نهاية مساره مع النسور محروما من أبسط طقوس الفراق. كأس شاي وكلمات مجاملة.