حل العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس، مساء أول أمس الإثنين، بالعاصمة الرباط، في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها بدعوة من الملك محمد السادس تدوم ثلاثة أيام، على رأس وفد وزاري رفيع المستوى ورجال أعمال ومسؤولي عدد من المؤسسات العمومية. وشوهد العاهل الإسباني، لحظة استقباله من طرف الملك محمد السادس بمطار الرباط- سلا، وهو يتحرك استنادا على عكازين، حيث أجرى خلال شهر مارس الماضي عملية جراحية تم على إثرها تأجيل زيارته للمغرب إلى شهر يوليوز الجاري، الذي يصادف شهر رمضان، مما يشكل، حسب متتبعين للعلاقات المغربية- الإسبانية، رسالة حب واحترام للشعب المغربي. وأقام الملك محمد السادس، مرفوقا بولي العهد الأمير مولاي الحسن والأمير مولاي رشيد والأميرات للا سلمى وللا خديجة وللا مريم وللا أسماء وللا حسناء، بالإقامة الملكية بدار السلامبالرباط، إفطارا عائليا على شرف العاهل الإسباني خوان كارلوس. وإذا كانت الزيارة تحمل في طياتها بعدا اقتصاديا مهما، فإنها من جهة أخرى تحمل رسائل سياسية قوية بالنظر للحالة الصحية للعاهل الإسباني، وهو ما يفسر مراقبون بكون الملك خوان كارلوس يحاول التأسيس لانتقال سليم للعلاقات الإسبانية- المغربية لما بعد فترة حكمه لإسبانيا لضمان استمراريتها ومتانتها. وتتعزز أهمية الزيارة الملكية للملك الإسباني بالوفد الرسمي رفيع المستوى الذي يرافقه إلى الرباط، والذي يتألف من وزير الشؤون الخارجية والتعاون ووزير العدل ووزير الداخلية ووزيرة التجهيز ووزير الصناعة والطاقة والسياحة ورئيس البلاط الملكي وكاتب الدولة في الشؤون الخارجية وسفير إسبانيا بالمملكة المغربي. أما الشق الاقتصادي فتبرز أهميته أيضا من خلال تشكيلة وفد رجال الأعمال الذي يرافق العاهل الإسباني، والذي يتكون من رئيس الاتحاد الإسباني لمنظمات الأعمال ورئيس المجلس الأعلى للغرف التجارية الاسبانية والرؤساء والمديرين التنفيذيين لعدد من كبريات الشركات الإسبانية في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة والاتصالات والنقل والبنيات التحتية. وقد التقى ظهر أمس بمدينة الرباط رجال الأعمال المغاربة بنظرائهم الإسبان لبحث سبل تعزيز التعاون بين الطرفين، خاصة أن المغرب يعرف تواجد أكثر من 800 شركة إسبانية، و20 ألف أخرى لها علاقات تجارية مع المغرب، حيث فاقت الواردات المغربية من إسبانيا في سنة 2012 ما يقارب 51 مليار درهم.